«المصرية للاتصالات» تقاوم شركات المحمول بتقديم خدمات إنترنت
لا تزال الحرب مستمرة بين شركات الاتصالات المصرية، سواء شركات المحمول أو الشركة المصرية للاتصالات التي تحتكر الاتصالات الأرضية في مصر. إذ بدأت كل شركة في استحداث أدوات وأساليب منافسة جديدة لتزيد من حصتها السوقية. ولكن الوضع يختلف بالنسبة للشركة المصرية للاتصالات التي تأثرت كثيرا من عروض شركات المحمول بعد أن وصل فيها سعر الدقيقة إلى خمسة قروش، وهو الأمر الذي دعا شركة المصرية للاتصالات إلى تقديم شكوى لجهاز الاتصالات، لحماية المنافسة بين الشركات.
وعلى الرغم من المنافسة الشرسة بين شركات الاتصالات في مصر، فإن أرباحها ما زالت جيدة. وحققت أغلبها ارتفاعا في الأرباح خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث حققت الشركة المصرية للاتصالات أرباحا بلغت 1.753 مليار جنيه، محققة نموا بنسبة 41 في المائة، فيما حققت شركة «موبينيل» ارتفاعا في الأرباح بنسبة بلغت 9 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي بعد تحقيقها أرباحا بلغت 960 مليون جنيه.
ويقول الخبراء إن شركات الاتصالات في مصر لم تستخدم أدواتها كافة، وإن لديها الكثير من الخدمات التي ستلقى رواجا إذا تم تطبيقها في مصر، مبرهنين على ذلك بخدمة (GPRS) التي المتوقع أن تلقى رواجا كبيرا في حالة تقنين تلك الخدمة في مصر، وأكدوا أن الفرصة لدى شركات الاتصالات لتنمية إيراداتها ستكون من خلال خدمات الإنترنت ونقل البيانات.
وهو ما أكده حاتم دويدار الرئيس التنفيذي الجديد لـ«فودافون مصر»، الذي قال «سوق المحمول في مصر اقتربت من مرحلة التشبع في امتلاك التليفون المحمول، وتوجه الشركات في الفترة القادمة سيكون لمجال نقل البيانات والمعلومات الذي يشهد نسب نمو غير مسبوقة».
وكان السبق من قبل الشركة المصرية للاتصالات في تدعيم خدمة البيانات، بعد أن أعلن الرئيس التنفيذي للشركة طارق طنطاوي أن خدمات الإنترنت كان لها دور كبير في تدعيم أرباح الشركة خلال النصف الأول من العام الحالي، لتعلن الشركة عن تقديم خدمة التلفزيون الحي أو «TE LIVE» بالشراكة مع شركة «TE Data» المملوكة بنسبة 95% للشركة المصرية للاتصالات، وبالتعاون مع شركة «مايكروسوفت للكومبيوتر».
وقالت الشركة إن هذه الخدمة تعتبر الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، وتتيح لعملاء شركة «TE Data» مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الرمضانية من خلال تكنولوجيا (VOD) «video on demand»، بالتعاون مع مجموعة قنوات «ART».
يقول محمد حمدي المحلل المالي المتخصص في قطاع الاتصالات في مصر «إن شركة المصرية للاتصالات تركز على خدمات الإنترنت والبيانات كعوامل نمو قوية بالنسبة للشركة»، وأضاف أن تلك الخدمة ستضع الشركة في مكانة رائدة في سوق الإنترنت في مصر، وأشار إلى أن تقديم خدمة«VOD» تهدف الشركة المصرية للاتصالات منه إلى بناء مجتمع من المستخدمين المحليين في مصر والخارج، إضافة إلى زيادة عدد المستخدمين فيما بعد.
ويعتبر الخبراء والمحللون سوق الاتصالات في مصر من أفضل الأسواق بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث معدل النمو، معتبرين الاستثمار في قطاع الاتصالات بالبورصة المصرية خلال تلك الفترة هو الأكثر ربحية، مؤكدين أن قطاع الاتصالات مرشح لقيادة السوق في المرحلة القادمة كونه الأقل تأثرا بالتباطؤ الاقتصادي بعد معدلات النمو المرتفعة التي حققها خلال الفترة الماضية، وأكدوا أن معدل اختراق خدمات المحمول في مصر ما زالت منخفضة، حيث وصلت إلى 60 في المائة، وهو ما سيكون ميزة كبيرة لشركات الاتصالات حتى تصل السوق المصرية إلى مرحلة التشبع.