ICT ISSUES FOR ARABS & PALESTINIANS

Thursday, January 31, 2008

«ويب 2.0».. نحو شبكة إنترنت أقل قيوداً وأكثر إنسانية

ثورة معرفية في طريقها إلينا تحول مستخدم الإنترنت إلى شريك فاعل فيها

الشرق الأوسط


علاء الدين شاموق *
خلال سنوات التسعينات راجت صناعة مواقع الانترنت التي تقوم على تزويد مستخدميها بما يبحثون عنه من محتويات عبر شبكة بث مكونة من مواقع انترنت «مرسلة» وعدد كبير من الملايين من متصفحات الانترنت حول العالم «تستقبل» هذا البث. وبعد ذلك، وبالتدريج، استطاع مطورو الانترنت أن يستخدموا متصفحات الانترنت لإرسال واستقبال البيانات في نفس الوقت، بدلاً عن دورها الأصلي كمستقبل أعمى للبيانات، بدايةً بتطبيقات البريد الالكتروني، الدردشة، ومنتديات الحوار، وانتهاءً بالتطبيقات الإلكترونية الأكثر حداثة وثوريةً مثل موسوعة الويكيبيديا، وشبكات يوتيوب، وفيسبوك. وقد كانت هذه القفزة في تغيير طريقة التعامل مع متصفحات الانترنت هي البداية الحقيقية لما يعرف بتطبيقات الويب 2.0.

مفهوم الويب الجديد

* يُعرّف الويب 2.0 ( Web 2.0) على انه «الجيل الثاني من المجتمعات الافتراضية والخدمات المستضافة عبر الانترنت»، ورغم غرابة التعريف إلا أنه ببساطة يتحدث عن ثورة معرفية جديدة في طريقها نحونا. فالانترنت «القديمة» بنيت على البنية العلائقية ( واحد - متعدد ) أو ما يسمى بـ One to many relationship، وذلك يعني «موقع إنترنت واحد لعدد كبير من المستخدمين» وحول هذا المفهوم بنيت أغلب مواقع الانترنت منذ تأسيسها.

أما الويب 2.0 فهو يسعى لخلق مفهوم جديد، مبني على علاقة (متعدد - متعدد) أو Many to many relationship، وترتكز بنيته على خلق انترنت جديدة أكثر «إنسانية» وأكثر «تفاعلاً» من الانترنت (السابقة / الحالية: ولنسمها «ويب 1.0» من الآن فصاعداً لأغراض هذا البحث)، حيث سيكون المفتاح لفهم العلاقات داخل الويب 2.0 إدراك أن محوره هو «عدد كبير من المستخدمين لعدد كبير من المستخدمين».

وبالتالي فإن مواقع الانترنت تحولت من وضعها القديم في الويب 1.0 كـ «غاية» في حد ذاتها إلى مجرد «وسيلة» و«منصة» فقط لاغير، وقد جعل ذلك الانترنت تتحول من مصدر للمعلومات الجاهزة إلى مصنع للمعلومات التفاعلية، وأدى إلى انتقال المستخدم من دور «الزبون» إلى دور «الشريك».

إن الويب 2.0 ليست أداة جديدة، ولا تقنية أخرى، ولا هي لغة برمجة. إنها ببساطة مجرد مفهوم «Concept»، كما سبق شرحه، وبالتالي فإن أي موقع انترنت يفلح في تغيير تركيبته الداخلية من ( واحد – متعدد ) إلى ( متعدد - متعدد ) سينضم فوراً إلى عالم الويب 2.0. هناك مثل شائع جداً بين مطوري الانترنت يقول «لا تصارع الانترنت»، ومن الممكن جداً أن نعرِّف تطبيقات الويب 2.0 على أنها هي التطبيقات التي «لا تصارع الانترنت» وإنما تتماهى وتعيش معها في انسجام.

تطبيقات الويب 2.0

* غني عن القول أن الويب 2.0 لم يظهر هكذا من الفراغ، ولم ينبثق من العدم، ولكنه ظهر بالتدريج خلال العشر سنوات الماضية، أما أول تحديد دقيق له فقد كان في عام 2004، حيث عقدت مجموعة من مطوري الويب والمهتمين بصناعة البرمجيات بمبادرة من تيم أوريللي صاحب مؤسسة «أوريلّي ميديا»، مؤتمراً لوضع الأسس والتعريفات الأولية لهذه التقنية.

خرج المؤتمر بعدد من التوصيات والمقترحات حول «ماهية المبادئ الأساسية لتطبيقات الويب 2.0»، ومن جملة النتائج التي توصل إليها المؤتمر: أن يقوم التطبيق بالتعامل مع الانترنت كـ «منصة» فقط لا غير، وأن يتعامل مع المستخدم كمطور لا كمستخدم، أن تكون البيانات - فقط البيانات ولا شيء غير البيانات - هي القوة الدافعة للتطبيق؛ شكل التطبيق، سمعته، وملامحه الرئيسية يتم تحديدها بواسطة المشاركين، أن لا يكون للتطبيق إصدار محدد وذلك يعني أن يكون التطبيق مفتوحاً للتطوير إلى الأبد، أن يكون التطبيق مكوناً من عدد من التطبيقات الأصغر «Lightweight Modules»، وأن يقوم بتطويره عدد من المشاركين المستقلين من أماكن وخلفيات متنوعة.

قام أوريلي بوضع هيكل لتطبيقات الويب 2.0 مكوناً من أربعة مستويات، بدءًا من المستوى الثالث وحتى المستوى صفر، ففي المستوى الثالث يكون التطبيق معتمداً بصورة كلية على الانترنت، ولا يمكنه العمل من دونها، ويعتمد بصورة كلية على وجود المشاركين ومن دونهم يتوقف التطبيق عن العمل، مثل موقع «eBay». والمستوى الثاني من هيكلية الويب 2.0 هو مستوى التطبيقات التي تعمل على الانترنت ولكنها تستطيع الاستفادة من مميزات العمل خارج الشبكة، مثل موقع «YouTube»؛ بينما تعمل تطبيقات المستوى الأول خارج الشبكة ولكنها تستطيع الاستفادة من وجود الشبكة، مثل برنامج «iTunes»؛ أما المستوى الأخير فهو المستوى صفر وفيه تعمل التطبيقات خارج الشبكة ويمكنها أن تعمل أيضاً داخل الشبكة، مثل برنامج «Google Earth».

وبصورة عامة فإن الويب 2.0 يتكون من عدد من عشرات وربما مئات التطبيقات الرئيسية التي تشكل العمود الفقري له، من هذه التطبيقات على سبيل المثال: المدونات، الـ «ويكيز»، منتديات الحوار، ملقمات «RSS».

المدونات

* المدونة «Blog» هي موقع انترنت، ترتب فيه المواضيع المكتوبة حسب التاريخ بحيث تظهر المواضيع الأحدث في الأعلى والأقدم في الأسفل، ويقوم على تحرير هذه المدونات أفراد ذوو اهتمامات مختلفة، ويمكن لأي شخص ان يصبح محرراً ويمتلك مدونته الخاصة، حيث يقوم عدد كبير من المواقع بتقديم هذه الخدمة مجاناً لمستخدمي الانترنت. وقد ظهرت المدونات في عقد التسعينات، وحسب آخر الاحصاءات التي قام بها موقع «technorati.com» المتخصص في البحث داخل المدونات، فإن عدد المدونات الموجودة في الانترنت حالياً هو 107 ملايين مدونة.

توفر المدونات خياراً لمن لا يملكون أي خيارات، فكما نعلم فإن أجهزة الإعلام الرسمية مملوكة لمؤسسات إعلامية ضخمة وثرية، وقد كان خيار النشر سابقاً قبل ظهور ما يمكننا تسميته بـ «ثورة المدونات» مقصوراً على الاشخاص المرضيّ عنهم من قبل هذه المؤسسات الإعلامية سواءً كانت حكومية أو خاصة، أو على الأقل لمن لا تسبب كتاباتهم حرجاً وتعارضاً مع مصالح هذه المؤسسات. أما اليوم، فإن المدونات قامت بتغيير هذه الخارطة، مرةً واحدةً... وإلى الأبد، وبات من حق الجميع أن يكتب، مثلما هو من حق الجميع أن يقرأ. وبغض النظر عن مدى الاتفاق مع هذه النظرية أو لا، فإن الاتفاق مع النظرية السابقة كان أصعب «النظرية السابقة تقول إن النشر يحتاج إلى إذن وموافقة».

وقد ظهرت المدونات في العالم العربي متأخرةً بعض الشيء، كما هي العادة دائماً، ولكنها استطاعت في فترة وجيزة أن تسيطر على الأجواء، وأن تسهم في تشكل الرأي العام والوعي لمجموعات كبيرة من رواد الانترنت وعابري سبيلها بل وحتى جيرانها. ولم تُخْفِ الحكومات المختلفة خوفها من هذه الثورة القادمة، وبدأت في مطاردة المدونات، والمدونين، ومواقع الانترنت المستضيفة للمدونات، وإلخ ... فكانت النتيجة أن سجلت بعض الحكومات أرقاماً قياسية في عدد المدونين الذين يتم اعتقالهم في العالم الواقعي عقاباً لهم على آراء كتبوها في عالم افتراضي، مما حدا بمنظمة العفو الدولية في العام 2006 أن تندد بشدة بهذا السلوك، محذرة دولاً عربية عدة من وخامة العواقب المترتبة على هذه الاجراءات، وأسست منظمة العفو الدولية في نفس العام «دعوة إلى المدونين» تطلب منهم فيها الدخول إلى الشبكة ورفع أصواتهم من أجل حرية التعبير على الانترنت.

الـ «ويكي»

* لم أجد أي ترجمة مناسبة لهذا المصطلح فقررت تركه على ما هو عليه، والويكي «Wiki» هو موقع انترنت قائم على مبدأ المشاركة الجماعية ويسمح لمشتركيه أن يقوموا، بصورة جماعية، بتعديل محتوياته، حذفها، أو الإضافة إليها حسبما يرى المستخدمون أنفسهم. من أشهر التطبيقات على هذا النوع، من خدمات الويب 2.0، موقع الموسوعة التشاركية «Wikipedia»، حيث تأسست هذه الموسوعة متعددة اللغات في يناير 2001 بواسطة اثنين من عباقرة مطوري تطبيقات الانترنت هما جيمي والز ولاري سانجر.

وطوال السنوات التالية لتأسيسها عمل المشاركون المتطوعون في هذه الموسوعة على زيادة محتوياتها بمتوالية هندسية مدهشة حتى بلغ عدد صفحاتها في هذا الشهر (أكتوبر 2007) حوالي 8.2 مليون صفحة مكتوبة بـ 253 لغة. وتعد الويكيبيديا الموسوعة الأولى في العالم من هذا النوع، وقد حدثت محاولات عدة لتطوير موسوعات مشابهة، نجح بعضها، وفشل البعض الآخر، ولكن لم تصل أي واحدة منها إلى المستوى الذي وصلته موسوعة الويكيبيديا الأم من حيث الجودة والتنوع والبراعة.

وليست الموسوعات هي التطبيق الوحيد لتقنية الويكي، فالويكي هو مبدأ، يعتمد على إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المحررين للعمل على إنتاج المحتوى. ومن تطبيقات الويكي الأخرى، مشروع جامعة الويكي أو الـ «Wikiversity» وهي جامعة افتراضية تشاركية، يشترك ملايين المستخدمين في تحرير موادها الدراسية حسب قواعد أكاديمية وعلمية صارمة لضمان جودة المحتوى، وقد لاقت هذه الموسوعة نجاحاً باهراً بين الطلاب والدارسين في مختلف التخصصات، ولكن من أكبر عيوبها بالنسبة للمستخدمين في العالم العربي هو أنها لا تحتوي على نسخة عربية. وجامعة الويكي هي واحدة من عدة تطبيقات مختلفة تتبع لموقع «Wikimedia» والذي يضم داخله موقع «Wikipedia» السابق ذكره بالإضافة إلى تسعة تطبيقات ويكي أخرى غيره.

بالنسبة للمطورين فإن ثمة مواقع انترنت توفر برمجيات لصناعة الويكي، فإذا أراد صاحب موقع ان يهاجر من ويب 1.0 إلى ويب 2.0 ويحول موقعه من (واحد – متعدد) إلى (متعدد – متعدد) فإن هناك الكثير من مواقع الانترنت التي تقدم هذه الخدمة، خدمة توفير البرمجيات مفتوحة المصدر، والتي يمكن تخصيصها «Customize» لتناسب الموقع المراد نقلها إليها، وهي متوفرة بأغلب لغات البرمجة ولأغلب أنظمة التشغيل.

منتديات الحوار

* في عام 1996 قام مطور الانترنت الاميركي تيد اونيل باستخدام لغة Perl لكتابة الشفرة المصدرية لأول منتدى حوار في العالم، وقد أطلق على هذا المنتدى اسم: UBB Ultimate Bulletin Board، ورغم وجود محاولات سابقة بدأت منذ نهاية الثمانينات الميلادية من القرن المنصرم لتطوير نشرات أخبار تفاعلية، عبر الشبكات الداخلية لبعض المؤسسات الإعلامية، إلا أنها لم ترق إلى مستوى منتديات الحوار. ومنتدى الحوار «Discussion Forum» هو تطبيق انترنت مصمم لإدارة الحوار وإضافة المحتويات الخاصة بالمستخدمين، ومن أسمائه الأخرى: منتدى الانترنت، منتدى الويب، تخت الرسائل، تخت الحوار.

قد يستغرب البعض من أصحاب المواقع إذا علموا أنهم يستخدمون الويب 2.0 منذ وقت طويل، بل قبل أن يظهر هذا المصطلح إلى حيز الوجود، فملايين المواقع الحوارية على امتداد الفضاءات الرقمية هي مواقع تستخدم تقنية الويب 2.0، وتعد هذه المواقع من أشهر تطبيقات (متعدد – متعدد) على الإنترنت. وصاحب المنتدى الحواري لا يضيف ولا يحذف ولا يعدل ولا حتى هو ملزم بقراءة محتويات المنتدى بل يترك هذا الأمر للزوار والمشتركين أنفسهم مع بعض الرقابة الكيفية «Qualitative» من قبل المشرف على المنتدى والذي يكون عادة واحداً من مستخدمي المنتدى أنفسهم.

ملقمات «آر إس إس»

* ملقم «آر اس اس» «RSS Feeds» هو صفحة إنترنت من نوع «XML»، مصممة بطريقة خاصة، بحيث تستطيع الكومبيوترات أن تقرأها وتعربها وتفرزها إلى مكوناتها الأولية، وتستطيع أن تعرف أن هذا السطر من صفحة الـ «RSS» هو عنوان الموضوع، وذاك السطر هو الوصف، وهذا السطر يدل على الصورة، إلخ. وذلك بصورة آلية تماماً دون أي تدخل بشري في عملية القراءة هذه.

ميزة هذه التقنية التي نجدها كثيراً على صفحات المواقع الإخبارية أنها تتيح لأصحاب مواقع الانترنت أن يعرضوا على صفحات مواقعهم أخباراً من مواقع أخرى؛ فمثلاً يمكن لصاحب الموقع أن يعرض أخباراً لإحدى وكالات الأنباء في موقعه، بحيث تتغير الأخبار المعروضة لديه بمجرد أن تقوم وكالة الأنباء بتغيير ملف الـ «RSS» وذلك من دون أي تدخلٍ من صاحب الموقع.

والـ «RSS» هو اختصار للعبارة «Really Simple Syndication» والتي تعني النشر المتزامن البسيط، وهو وصف معبر تماماً، فالـ «Syndication» هو عملية بيع الصور أو المواد الإخبارية لعدد من وكالات الأنباء، الصحف، المجلات، الإذاعات والتلفزيونات، إلخ ... ليقوموا باستخدامها لصالحهم، وهذا بالضبط ما تفعله الـ «RSS»، رغم أنها تفعل ذلك مجاناً، إلا أن بعض وكالات الأنباء تقوم ببيع محتوى الـ «RSS» خاصتها للغير، بحيث يُدفع لها مبلغ من المال نظير ظهور أخبارها على مواقعهم.

مميزات الويب 2.0

* للويب 2.0 عدد كبير من المميزات، وأهمها انه قليل التكلفة، فمثلاً لو قام أصحاب موسوعة الويكيبيديا باستخدام الويب 1.0 لتطويرها، فإن تكلفة هذه الموسوعة ستتضاعف مئات المرات، لأن عليهم توظيف جميع الأشخاص الذين ساهموا في بنائها، أو على الأقل توظيف آلاف المشرفين الذين ينقحون ويراجعون المواد، بينما في الويب 2.0 فإن القوة الدافعة للتطبيق نفسه مزودة بالتقنيات البرمجية العالية «High Programming Tech» للويب 2.0 تستطيع القيام بتنسيق جهود آلاف المتطوعين بصورة آلية.

كما أن مواقع الانترنت في الويب 2.0 أكثر سهولة في الاستخدام وأكثر إنسانيةً من الويب 1.0، ومصدر الانسانية هنا يكمن في فكرة المشاركة، فالمستخدم في الويب 1.0 يحصل على ما يريده من معلومات بصورة سلبية، دون أي تفاعل بينه وبين موقع الانترنت، أما في الويب 2.0 فإن الموقع يتفاعل بصورة اجتماعية مع زواره مما يمنحهم شعوراً بالانسانية والدفء في علاقتهم مع موقع الانترنت بصورة كانت مستحيلة في الويب 1.0. مثلاً: قبل أيام كنت أتصفح موقع الويكيبيديا ووجدت سيرة ذاتية لشخصية عربية مشهورة، وفي مكان الصورة الفوتوغرافية مكتوب : «لا نملك صورة لهذا الشخص فلان الفلاني، إذا كان لديك صورة له، وتمتلك حقوق نشرها، وتود مشاركتها مع الآخرين، فنرجو منك الضغط على هذا الزر هنا»! وفي الويب 2.0 تحولت البرمجيات الداعمة لمواقع الانترنت من «سلع» إلى «خدمات»، ففي الماضي كان البرنامج الذي يقوم عليه موقع الانترنت يعامل كسلعة محددة لها شكل وتصميم معين ولون وخلفية وإلخ ... أما في الويب 2.0 فإن من أول شروطها أن تكون برمجيات الموقع مفتوحة المصدر، قابلة للتطوير المستمر، مكونة من برمجيات أصغر «Lightweight Modules»، وأن لا يكون للبرمجيات إصدار محدد، وذلك يعني أن شكل الموقع قابل للتغير المستمر والمتواصل طالما أن هناك زوارا ومشتركين يقومون بتعديل مكونات الموقع بصورة دائمة. وفي ذلك فرق كبير وواضح بين الويب 2.0 والويب 1.0 حيث تظل المواقع في الويب 1.0 على حالها لأزمان طويلة دون أي تغيير، والسبب أن المواقع في الويب 1.0 تعامل كسلع وليس كخدمات، ولا يخفى على أحد أن تطوير السلعة هو عملية شاقة ومكلفة، بينما يمكن تطوير الخدمات بصورة يومية على سبيل المثال، خاصة أن المطورين في حالة الويب 2.0 هم من المتطوعين بينما هم مدفوعو الأجر في حالة الويب 1.0. وغني عن القول أن من اهم المميزات والإضافات التي أضافتها الويب 2.0 للإنسانية هو كمية الاكتشافات والاختراعات الجديدة التي أصبحت تضاف إلى رصيد الإنسانية يوماً بعد يوم، فقد حفزت الطبيعة المرنة للويب 2.0 الملايين من المستخدمين/ المطورين حول العالم للقيام باختراع مكونات وبرمجيات جديدة تضاف إلى مواقع الانترنت المبنية على هذا المفهوم. وقد أدت البنية المرنة للويب 2.0 إلى تسهيل عملية استقبال وتبني هذه التقنيات بصورة شبه آلية، وبسرعة فائقة لم تكن متاحة من قبل في أي مجال من مجالات المعرفة.

عيوب الويب 2.0

* من أبرز عيوب الويب 2.0 أن «نموذجه المفهومي» لم ينضج بصورة كافية، فما يعنيه الويب 2.0 لبعض المستخدمين قد لا يعنيه لغيرهم، وما هو ويب 2.0 لبعض المستخدمين ربما يعد جزءا من الويب 1.0 لبعضهم الآخر، كما أن الحد الفاصل بين ما هو ويب 1.0 وما هو ويب 2.0 ليس محدداً بصورة قاطعة، وأيضاً فإن هنالك بعض المواقع المختلطة، والتي تستخدم التقنيتين معاً وبالتالي يصعب تحديد هويتها.

كما أن الويب 2.0 في الواقع ليست شيئاً جديداً، ولا هي إصدار محسن، بل هي امتداد تقني طبيعي للويب 1.0، فالتقنيات المستخدمة لتطوير مواقع الانترنت في الويب 1.0 ما زالت كما هي منذ أكثر من 16 عاماً، وكل ما تفعله تطبيقات الويب 2.0 هو انها تقوم باستدعاء الوظائف القديمة للويب 1.0 ولكن في الخلفية. فصفحات الانترنت في الويب 2.0 مثلاً، رغم كل التطور الذي يبدو عليها فإنها ما زالت تستخدم بروتوكول الـ «http»، وتقنية الـ «html» البدائية، والتي تستخدمها جميع مواقع الانترنت دون استثناء، منذ أن قام بتطويرها العالم الفيزيائي «تيم بيرنيرز – لي» في عام 1991 لحساب المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية «CERN».

بالاضافة إلى ما سبق فإن الويب 2.0 يحتاج إلى تجهيزات أمنية عالية، وإضافات مكلفة، ومساحات واسعة في خوادم الانترنت، وذلك لأنها تستخدم وتحدث من قبل أعداد كبيرة من المستخدمين، وليست مثلما كان الحال في الويب 1.0 حيث يقوم صاحب الموقع أو من ينوب عنه بتحديث الموقع وحده أو مع عدد قليل جداً من المعاونين الموثوق بهم، أما في الويب 2.0 فإن على صاحب الموقع أن يضع الهاجس الأمني في أعلى سلم أولوياته، وذلك نظراً لأنه لا يمكن الوثوق بكل مستخدمي الموقع، والذين يجب أن تتاح لهم - في نفس الوقت وبأبسط الطرق - كل التسهيلات الممكنة للولوج والتعديل والحذف والإضافة إلى الموقع.

المراجع -[1] Wikiversity, October 2007, URL: http://en.wikiversity.org [2] Wikipedia: The free encyclopedia, October 2007, URL: http://en.wikipedia.org [3] Technorati, October 2007, URL: http://technorati.com/about [4] Amnesty Int., October 2007, URL: http://web.amnesty.org [5] Jana Technology Services Blog, October 2007, URL: http://janats.wordpress.com [6] Copacetic, October 2007, URL: http://joedrumgoole.com

* خبير معلوماتية يعمل مستشاراً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الخرطوم.

شبكات «واي ـ فاي» اللاسلكية تزداد شعبية


لندن: «الشرق الأوسط»
رجال الاعمال والمراهقون وحتى المسنين من الرجال والنساء من عشاق التقنيات، باتوا يستخدمون شبكات «واي- فاي» لوصل كومبيوتراتهم اللابتوب لاسلكيا الى الانترنت. وقد لا تمضي فترة طويلة قبل ان تصبح هذه التقنية العالية السرعة القصيرة المدى بالشعبية ذاتها هذه، لوصل المشغلات الموسيقية والهواتف والكاميرات والالعاب وغيرها.

وهذا التوسع في استخدام شبكات «واي- فاي» الى ما بعد دورها في وصل اجهزة الكومبيوتر الى الانترنت هو من الانباء الجيدة بالنسبة الى المستهلكين الطامحين الى جعل مجموعة الاجهزة الالكترونية اكثر سهولة للاستخدام واكثر فائدة.

ومثال على ذلك ان شركة «تي موبايل الولايات المتحدة» التابعة الى «دويتش تيليكوم» (تيليكوم الالمانية) التي تؤمن منذ امد طويل وصلات بشبكة «واي- فاي» بالنسبة الى كومبيوترات اللابتوب، قد وسعت من خدماتها لتتيح للمستهلكين الذين يعانون من تغطية ضعيفة بالنسبة الى هواتفهم الجوالة في المنزل لان تنقل مكالماتهم اتوماتيكيا الى شبكة «واي- فاي» في منازلهم.

* موسيقى لاسلكية

* ويبدو ان جهاز «سكويزبوكس» Squeezebox ، الذي هو جهاز «واي - فاي» تصنعه شركة «لوجيتيك»، شرع يلاقي شعبية واسعة بين عشاق الموسيقى الذين يستخدمونه لبث ما تذيعه محطات الراديو على الانترنت، والمجموعات الموسيقية الرقمية الشخصية، الى انحاء المنزل المختلفة. وهناك جهاز آخر هو بطاقة «آي- فاي» المصممة لجعل المشاركة في الصور من الكاميرات الرقمية اقل صعوبة عن طريق نقل الصور اتوماتيكيا الى الكومبيوترات، او الالبومات على شبكة الانترنت.

«فالمنتوجات التي تنطوي على نقل الوسائط المتعددة من النقطة «أ» الى النقطة «ب» من دون استخدام السلك عملية شعبية جدا» كما يقول مايكل غارتنبيرغ المحلل في «جوبيتر ريسيرتش» الذي تابع قائلا «شرعنا ننتقل حاليا من طور المعتمدين الاوائل لهذه التقنية الى طور السواد الاكبر من المستهلكين الرئيسيين».

وكان المهندس المعماري اليستير توينايم الذي مقره لندن من كبار المتحمسين الى «سكويزبوكس»، حتى انه نشر شرحا خطوة بخطوة عن تركيبه للجهاز هذا في حمامه على موقع www.chasingparkedcars.com/bathroomu.

وكتب توينايم على الموقع هذا يقول «لقد كنت احلم بالموسيقى، فاقترح بعضهم تمديد الكابلات، او تركيب علب تعزيز موسيقية صغيرة، في حين اقنرح البعض الاخر اجهزة راديو تأتي مع مرشات الدوش. لكن كل هذه كانت لها سلبياتها المختلفة»، وفقا لوكالة رويترز. ويضيف توينايم الذي يدير ايضا فرقة روك موسيقية تدعى «بيغ سترايدس» ان للجهاز اللاسلكي فوائد عديدة تفوق ميزاتها في انها تتيح له ببساطة الاصغاء الى مجموعته الموسيقية خلال استحمامه. وذكر في رسالة بالبريد الالكتروني، «ان مناولة ضيفك على العشاء جهاز التحكم عن بعد (ريموت كونترول) لكي يختار لحنا من مجموعتك، لهي افضل وسيلة للتعرف الى ذوقك وذوق الضيف في الوقت نفسه».

اما الاجهزة المنافسة لـ «سكويزبوك» التي تكلف نحو 300 دولار فتشمل «ساوندبريدج» من «روكيولابس دوت كوم» و«سونوس ديجتال ميوزيك سيستم». وتستخدم «أبل» ايضا «واي- فاي» في ما يتعلق بوسائطها المنزلية نظام «أبل تي في» الذي يقوم ببث الموسيقى والفيديو من الكومبيوتر الى التلفزيون والى انظمة الاستيريو الاخرى. كما انها، اي «أبل»، اضافت «واي- فاي» الى هاتفها الجوال «آي فون» والى مشغلها الاخير للموسيقى «آي بود توش» الذي يعمل عن طريق تصفح الشبكة وتنزيل الموسيقى.

* .. وصور لاسلكية

* وبغية جعل ادارة الصور الرقمية اقل استهلاكا للوقت شرعت «آي- فاي» الشركة الخاصة اخيرا ببيع بطاقة حفظ وتخزين لصور الكاميرات مزودة بوصلة «واي- فاي» مبيتة داخلها. ومن المؤكد ان استخدام قارئة البطاقات، او وصلة الكابلات لنقل الصور من بين الكاميرات الرقمية والكومبيوترات هي عملية بسيطة. ومع ذلك، فإن العديد من الصور لا يجري نقلها الى الكومبيوتر لسبب بسيط وهو، اما ان يكون المصور مشغولا جدا، او ببساطة انه قد ينسى ان يقوم بذلك. من هنا فان بطاقة «آي- فاي» التي تباع بمبلغ 100 دولار تحل هذه المشكلة اتوماتيكيا عن طريق نقل نسخ من الصور الى الكومبيوتر او الى الالبومات على الشبكة في كل مرة يجري فيها تشغيل الكاميرا عندما تكون ضمن مدى شبكة «واي- فاي» وجهاز الكومبيوتر. ويقول رون غلاس المحلل في مؤسسة «آي دي إس» للابحاث: ان نظام «آي - فاي» سهل التركيب، ويجعل من ادارة الصور عملية بسيطة جدا. وكمميزة اضافية، فانه يؤمن التسلية والترفيه لاولاده الصغار. وقام غلاس بوصل كومبيوتره الى جهاز تلفزيونه المنزلي، ولذلك عندما تقوم بطاقة «آي- فاي» بتحديث البوم الصور في الكومبيوتر، فانها تظهر اتوماتيكيا على الشاشة التلفزيونية. ويقول: «بامكاني ان ارى نفسي ارعى حفلا لذكرى ميلاد احد اولادي والتقط لهم الصور لكي يروها على الشاشة التلفزيونية في الطابق العلوي، مما يسليهم ويرفه عنهم بحيث يجعلهم يتندرون بالقول: انظروا! انا على التلفزيون»! لكن غارتنبيرغ يلاحظ ان اجهزة «واي- فاي» التي وان كانت تجعل من بعض الاعمال المعينة عملية سهلة، وبالتالي تتيح لبعض المستهلكين الاستمتاع بالوسائط المتعددة في جميع انحاء المنزل، الا ان لها عيوبها وهفواتها، واهمها ان ادارتها معقدة بالنسبة الى الاشخاص غير الفنيين. ويضيف: «ان المستهلكين اكتشفوا فجأة انهم باتوا مديرين لشبكاتهم في منازلهم».

Tuesday, January 29, 2008

مايكروسوفت.. ما بعد بيل غيتس

تواجه تحديات كبيرة لمنافسة الشركات الموازية بعد مغادرة «الأب الروحي» منتصف عام 2008


جدة: خلدون غسان سعيد الشرق الأوسط
من الممكن اعتبار أن السمة الغالبة لشركة «مايكروسوفت» عام 2007 كانت طرح كل جديد، ولكن سمتها عام 2008 ستكون المغادرة ومواجهة التحديات، ذلك أن مؤسس الشركة «بيل غيتس» سيترك منصبه الإداري المباشر في الشركة في شهر يونيو (حزيران) المقبل ليخصص جهوده نحو الأعمال والمشاريع الخيرية، ولكنه سيبقى متابعا لأحداث الشركة بين الحين والآخر. وتقوم الشركة بالإعداد لرحيل «بيل غيتس» منذ 2006 عندما أعلن نيته ترك منصبه في الشركة، وتم تعيين «كريغ ماندي» و«راي أوزي» لأخذ أدواره والتعاون مع المدير التنفيذي العام للشركة «ستيف بالمر».

ويرى المحلل «دوايت ديفيس» الذي يعمل في شركة الأبحاث «أوفوم» بأن مغادرة «بيل غيتس» لن تكون ذات وقع كبير، ذلك أنه لن يتم قطع علاقته بالشركة بشكل كامل، ولكنه سيكون حدثا ضخما في عالم التقنيات وفي تاريخ الشركة، وسيؤثر على صورة الشركة في العام المقبل بشكل كبير جدا.

وستواجه الشركة تحديات كبيرة هذا العام في الكثير من المجالات، حيث أنها ستخوض منافسات شرسة مع شركات أخرى في مجال الإعلانات والبرامج المجانية عبر الإنترنت، ومحاولة نشر نظم التشغيل «ويندوز فيستا» و«ويندوز سيرفر» و«ويندوز موبايل» ونظام قواعد البيانات «إس كيو إل سيرفر» و«كومبيوترات الأسطح»، بالإضافة إلى تنافس مشغلها «زون» مع مشغل «آبل آي بود» وجهاز الألعاب «إكس بوكس 360» Xbox 360 مع الأجهزة الأخرى الموجودة في الأسواق، ومواجهة بعض القضايا القانونية. وقد تؤثر بعض أو جميع هذه الأمور على أسعار أسهم الشركة في أسواق المال، وحتى على ثقة المستثمرين والمستخدمين.

وحاولت الشركة العام الماضي الدخول بشكل كبير في عالم الإنترنت، خصوصا بعد قيامها بشراء شركة الإعلانات «إيه كوانتيف» المتخصصة في الإعلان عبر الإنترنت، وبمبلغ 6 مليارات دولار، ولكنها بقيت في منافسة حادة مع شركة «غوغل» في مجال البحث، مع إظهار بعض الدراسات أن «غوغل» تتفوق بشكل أكبر في الأسواق الأميركية. وتقوم «مايكروسوفت» بالتطور في مجال الإعلانات عبر الإنترنت عن طريق عقد صفقات مع أسماء لامعة، مثل «فيسبوك» و«فاياكوم»، ولكن وحدة الإنترنت في الشركة تبقى بدون أرباح بسبب المبالغ الكبيرة التي تنفقها الشركة على مراكز المعلومات والمشاريع الأخرى.

ويقول مدير الأبحاث في شركة الأبحاث «دايركشنز أون مايكروسوفت» و«روب هيلم» بأن كمية المال التي تم تحديدها لقسم الإنترنت في «مايكروسوفت» ليست كافية، ويجب على الشركة تغيير هذه الاستراتيجية عام 2008. ويقول ستيف بالمر إن الشركة تتوقع شراء حوالي 20 شركة في كل عام من الـ5 أعوام المقبلة، وبمبالغ تتراوح بين 50 مليون دولار إلى مليار للشركة الواحدة، وذلك قياسا بالمبالغ التي دفعتها الشركة في عمليات الشراء الأخيرة التي حصلت في السنوات القليلة الماضية.

وسيقوم شركاء ومنافسو الشركة بمراقبتها عن كثب في هذا العام لمشاهدة مدى ابتعادها عن برامجها التي طالما تم طرحها على الكومبيوترات الشخصية، ذلك أن الشركة تعزم طرح الكثير من الخدمات والبرامج التي تعمل عبر مواقع الإنترنت، والتي يتم تمويلها بواسطة الإعلانات التي توضع في تلك المواقع عوضا عن دفع المستخدين مبالغ لقاء ترخيص البرنامج للاستخدام على الكومبيوترات. وتقوم الشركة حاليا بالتوجه نحو هذا المجال عبر برنامج «دايناميكس سي آر إم» المتخصص في إدارة الزبائن والعلاقات في محاولة لمنافسة موقع «سيلزفورس دوت كوم». ومن المتوقع أن تقوم الشركة بطرح منتجات أخرى تتبع هذا الأسلوب. وقامت الشركة بطرح منتج آخر على الإنترنت اسمه «أوفيس لايف» يقوم بالسماح للمستخدمين بالحصول على بعض (وليس جميع) مزايا مجموعة برامج «أوفيس» المكتبية. أما بالنسبة لنظام التشغيل «ويندوز فيستا» الذي تم طرحه العام الماضي وسط ضجة إعلامية كبيرة، فإنه لم يحصل على حجم مبيعات مقنع بسبب تردد المستخدمين نظرا للمواصفات المرتفعة التي يتطلبها من الكومبيوتر ليعمل بشكل كامل، وبسبب أن المستخدمين مرتاحون مع نظام التشغيل «ويندوز إكس بي» ولا توجد حاجة ملحة للتطوير إلى نظام آخر. ويرى المحلل مايكل غارتنبيرغ الذي يعمل في شركة الأبحاث «جوبيتير ريسيرتش» أن نظام التشغيل «ويندوز فيستا» لم يحصل على إعجاب المستخدمين بالشكل المرجو. ويبقى السؤال هو كيف ستقوم «مايكروسوفت» بتغيير أسلوبها في تسويق النظام وإصلاح العيوب الموجودة فيه لإقناع المستخدمين بضرورة التطوير؟. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة ستقوم بطرح مجموعة الإصلاحات الأولى للنظام Service Pack 1 في الأشهر القليلة المقبلة، والتي من المفترض أن تقنع الكثير من الشركات باستخدام «ويندوز فيستا« في اجهزتها بسبب ارتفاع مستويات الأمن وتسهيل العمل ووفرة الدعم الفني الكامل له. ولكن الخبراء التقنيين يرون أن العائق الأكبر أمام الشركات والأفراد في تبني هذا النظام هو وجود ضرورة لتغيير الأجهزة الحالية لديهم، أو بعض القطع فيها، من أجل أن يعمل النظام بشكل صحيح، الأمر الذي يُعتبر مكلفا جدا لهم. ومن المتوقع أن تقوم الشركة بطرح إصدار جديد من نظام التشغيل «ويندوز» عام 2010. وستقوم الشركة بطرح إصدارات جديدة من نظام التشغيل «ويندوز سيرفر» و«إس كيو إل سيرفر» هذا العام، ولكن الإصدار الجديد من «ويندوز سيرفر» لن يحتوي على عنصر مهم لإيجاد الأوساط الافتراضية Virtualization التي تسمح بتشغيل أكثر من نظام تشغيل واحد في الوقت نفسه وعلى الجهاز نفسه. ولن تقوم الشركة بطرح إصدار يحتوي على هذه التقنية إلا في وقتٍ لاحقٍ من السنة، الأمر الذي سيضعها أمام منافسة شرسة قبل وبعد ذلك.

ومن المتوقع أن نشاهد في ربيع هذا العام انتشار «كومبيوترات الأسطح» التي طرحتها الشركة في الأسواق، وخصوصا في الأماكن العامة والتجارية، الأمر الذي يجعلها متأخرة عن الخطط الأولية لها التي توقعت طرح هذه الاجهزة في شهر نوفمبر« («تشرين الثاني«) من العام الماضي. وليس متوقعا أن تطرح الشركة في هذا العام إصدارا جديدا من نظام التشغيل الخاص بالهواتف الجوالة المسمى «ويندوز موبايل»، ولكنها ستقوم بطرح تحديثات تراكمية للنظام، وطرح بعض الأجهزة الجديدة التي تعمل عليه. ولا ننسى التحدي الكبير الذي تواجهه الشركة في مجال مشغلات الموسيقى الرقمية، حيث أن مشغلها «زون» يواجه صعوبة في التنافس مع مشغل «آبل آي بود»، وخصوصا بعد طرح الشركتين للجيل الجديد من مشغلاتهما العام الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن الشركة تواجه بعض المشاكل القانونية المتعلقة بمنتجاتها، وخصوصا بعد خسارتها للقضية المرفوعة ضدها في الاتحاد الأوروبي. ولكن القضية الأكبر التي تواجه الشركة في هذه الفترة هي تلك التي قامت شركة «أوبيرا سوفتوير» التي تقوم ببرمجة متصفح الإنترنت «أوبير» برفعها في الاتحاد الاوروبي حول قيام «مايكروسوفت» بوضع متصفح «إنترنت إكسبلورر» ضمن نظام التشغيل «ويندوز»، الأمر الذي جعل المستخدمين يقومون باستخدام متصفح «إنترنت إكسبلورر» عوضاً عن اختيارهم لمتصفح آخر، بالإضافة إلى عدم تقيد متصفح «إنترنت إكسبلورر» بالمعايير القياسية العالمية للمواقع. وتعد «مايكروسوفت» بطرح إصدار جديد من المتصفح في النصف الأول من هذا العام، والذي سيدعم المعايير القياسية العالمية للمواقع وسيقدم مستويات أمن أفضل واستقرارية أعلى، والكثير من المزايا الجديدة.

وسيكون هذا العام عاما محوريا في عالم صناعة الألعاب والاجهزة، حيث أن جهاز «مايكروسوفت» المسمى «إكس بوكس 360» يتحدى انتشار وهيمنة جهاز «نينتندو وي» وقدرات جهاز «سوني بلايستيشن 3» الكامنة والتي بدأ ظهور بعضها أواخر العام الماضي. واستطاع جهاز «بلايستيشن 3» منافسة جهاز «وي» أواخر العام الماضي، الأمر الذي حد من انتشار جهاز «إكس بوكس 360» في الأسواق، وخصوصا في مواسم الأعياد السابقة.

وواجه جهاز «إكس بوكس 360» بعض المشاكل التقنية منتصف العام الماضي، حيث تم اكتشاف عيب في تصنيعه أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأجهزة وتعطلها عن العمل بشكل دائم، الأمر الذي اضطر الشركة إلى وضع ميزانية بلغت مليار دولار لإصلاح المشكلة وتعويض المستخدمين. وتقول الشركة إنها تريد لقسم الألعاب والترفيه الخاص بها، والذي يتضمن قسم «إكس بوكس 360» أن يصل إلى مستويات تشغيل مربحة في السنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 يونيو من هذا العام.

وستؤثر جميع هذه التحديات على الأمور المالية للشركة، حيث ان المستخدمين قد يتخوفون أو يترددون في هذا العام من الاستثمار في منتجات الشركة نظرا لتصورهم بأن سبب نجاح الشركة هو غيتس، وأن الشركة لن تستطيع النجاح بشكل كامل في جميع المجالات المذكورة. وقد يؤثر هذا الأمر على أسعار أسهم الشركة في أسواق المال، إلا أن الشركة متأكدة من عدم تأثير هذه الأمور على مستقبلها بشكل سلبي، وأنها تستطيع تجاوز جميع العقبات الموجودة أمامها بنجاح، حتى بغياب «الأب الروحي» للشركة، ذلك أنه يوجد لدى الشركة طاقم ممتاز من المديرين والتقنيين والمحللين الخبراء الذين يستطيعون حل جميع المشاكل، بالإضافة إلى وجود الدعم المادي الكبير لجميع المشاريع والحلول المقترحة.

ياهو تخوض معركة شرسة في مجال الإعلانات

«فيس بوك» و«غوغل» في المقدمة

سان فرانسيسكو: جسيكا غين*
وضعت صاحبة المشاريع سرامانا ميترا إعلانا عبر مدونتها الأسبوع الماضي يحمل عنوانا كسب تعاطفا: «ياهو، رجاء خوضوا المعركة».

فمع تباطؤ نموها بدأت شركة ياهو باتخاذ خطوات لإعادة هيكلة كيانها وتضييق تركيزها وإلغاء بعض المشاريع غير الفاعلة بشكل مقنع. لكنها ما زالت متخلفة عن غيرها في مجال البحث عن اعلانات مربحة مثلما هو الحال مع شركة غوغل أو في التطور في حال الشبكات الاجتماعية مثلما هو الحال مع «فيس بوك» التي كسبت أعضاء كثيرين بسرعة مع أعداد متزايدة من المعلنين.

ويتوقع المراقبون أن يروا دليلا على توسع الفجوة ما بين غوغل وياهو هذا الأسبوع حينما تقدم الشركتان تقريرين عن النتائج المالية للربع الأخير. ويبدو لجميع المعنيين أن على ياهو أن تقلص عدد العاملين فيها بنسبة 20% والخروج من البحث عن إعلانات تجارية بل حتى وضع نفسها في المزاد. وتنتظر ميترا والكثيرون في وادي السليكون أن تسترد ياهو حيويتها المالية مرة أخرى باعتبارها أكثر المواقع شعبية على الويب إذا كان ذلك لغير سبب سوى تحجيم غوغل لكنها قالت إنها ليست متفائلة.

وأضافت: «لياهو فرصة عظيمة لوجود عدد كبير من المستخدمين لعنوانها ولما تملكه ماركتها من شهرة هائلة. لكنها لا تستطيع أن تحدد ما تريده حينما تنمو».

وما يريده المستثمرون من جيري يانغ مؤسس ياهو الذي حل محل تيري سيميل كرئيس تنفيذي للشركة، هو امتلاك رؤية واضحة تستند إلى قوتها الأساسية. لكن بدلا من تعريف خارطة الطريق الحازمة عرض يانغ خطوطا عريضة فقط للحل: ستسعى ياهو إلى أن تصبح نقطة بدء لمستخدمي الانترنت وعليها كسب المعلنين التجاريين. كذلك ستقوم ياهو بفتح تكنولوجيتها أمام المطورين الخارجيين والناشرين بحيث يمكنها أن تدهش المستهلكين مع خصائص رائعة. كانت تلك البداية لكنها لم تكن كافية لإرضاء وول ستريت. إذ اعتبر موقع الاستثمارات الانترنتي موتلي فول أن ياهو هو «اسوأ بورصة لعام 2008» متوقعا تقدم غوغل عليها كموقع شعبي لمستخدمي العناوين الالكترونية. وحسب المحللون جميع أجزاء ياهو وخصوصا استثماراتها في شركات الانترنت الآسيوية فوجدوا أنها تساوي أقل بكثير من قيمتها في السوق حاليا. وقال روب ساندرسون المحلل في شركة تكنولوجي رسيرتش: «جاء جيري يانغ هذا الصيف مع مناورة قوية للتغيير ونحن لحد الآن لم نشاهدها». غير انه قد يكون من السابق لأوانه الحكم على الجهود. وأوصى كلايتون موران المحلل في ستانفورد غروب بالصبر. وقال انه «خلال السنوات القليلة الماضية دفع الظهور السريع لغوغل وتشظي الانترنت الى اداء ياهو المتدني. أعطوا جيري سنة في الأقل. فستة اشهر ليست وقتا كافيا للحكم على قابليته وما فعله». ويقول بريان بولان المحلل في جاكسون سكيوريتيز انه حتى على الرغم من أن اعادة تنظيم الشركة لم تثمر عن شيء جديد فانه يرى دلالات ايجابية على أن «النسور» افترسوا «بقايا الجثة التي كانت العام الماضي». ويتوقع المحللون اداء قويا في الربع الأخير عندما تقدم ياهو تقريرها يوم الثلاثاء، لتعلن حصة 11 في المائة من الأرباح على ايرادات بلغت 1.4 مليار دولار، تغذيها مكاسب متواضعة في البحث وحجم اكبر في الاعلانات. ويقول بعض المحللين ان ادارة ياهو تحقق تقدما هادئا يمكن أن يتعزز في مكاسبها عام 2008، بما في ذلك ازالة وحدات العمل الضعيفة ومئات الوظائف. غير ان كثيرين يشعرون بالقلق من أن النظرة التي تعرضها في الوول ستريت ستعكس تباطؤا متوقعا في الاقتصاد الأميركي والاتفاق الاستهلاكي. ورفضت ياهو التعليق مشيرة الى فترة هادئة اعتيادية قبل الاعلان عن مكاسبها. وقال انتوني فالنسيا، محلل الميديا والتسلية في تي سي دبليو غروب في لوس انجليس، ان «هذا الربع سيكون هاما جدا. يمكن أن يكون لديك الكثير من الأرباع ذات النتائج المحبطة ويمكنك أن تطلب مرات كثيرة من المستثمرين أن يكونوا صبورين». والمسألة الجوهرية هي انه منذ أن تولى يانغ منصبه خسرت أسهم ياهو 22 في المائة، لتقفل على 21.94 دولار يوم الجمعة. واذا ما يتعين ان تواصل ياهو الهبوط فانه يمكن أن تصبح هدفا للاستيلاء عليها من جانب شركات الأسهم الخاصة أو مشترين استراتيجيين مثل مايكروسوفت كورب أو نيوز كورب وفقا لما يقوله محللون. وتعرف ياهو أن هذا ليس وقتا مناسبا لكي يكون اداؤها مترنحا. ويقول اشخاص مقربون من الشركة ان يانغ وفريق عمله يعملون بدأب من أجل التعجيل باتخاذ قرارات وتحسين العمليات للعودة الى ما كانت عليه ياهو من وضع جيد. ويشيرون الى أن ياهو ما تزال تتمتع بكثير من الامكانيات، ذلك انها ماركة جذابة وتتمتع بأكبر عدد من الناس على الانترنت يصل عددهم الى نصف مليار اضافة الى شراكات قوية مع شركات كبرى وموازنة قوية على الرغم من التقارير التي تشير الى الأرباح المحبطة. وفي «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية» في لاس فيجاس الذي اقيم الشهر الحالي قدم يانغ للجمهور لمحة عن بعض السمات التي تطورها ياهو لتجعل تكنولوجيتها مؤثرة وملبية للمتطلبات. وتحدث عن فكرة ان ياهو تعود الى جذورها في مجال التكنولوجيا.

وقال «أقدر أن كثيرا منكم موجودون هنا لرؤية الوجه الجديد لياهو. حسنا، يؤسفني أن أخيب آمالكم. انه ما يزال الوجه القديم نفسه». ولكن هل سيقود يانغ ياهو جديدة أو ياهو القديمة نفسها؟ يقول محللون ان ذلك هو السؤال الكبير. وقال سكوت كيسلر محلل ستاندارد أند بورز «انه لأمر جيد أن تكون لدى المرء افكار ولكن الناس يبحثون عما هو أكثر من الأفكار في المرحلة الحالية. فالناس لا يهتمون بالرؤية، وانما يريدون معرفة النتائج. والنتائج حتى الآن متناقضة في أحسن الأحوال».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»

Wednesday, January 23, 2008

البنى التحتيّة الحاليّة تسهل توفير شبكات الإنترنت الجديدة

شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحيّ تقلل من التكاليف وزمن الانجاز

منقول : الشرق الأوسط


جدّة: خلدون غسّان سعيد
غالبا ما يكون تطوّر خدمات الإنترنت في المدن بطيئا بسبب البنى التحتيّة، حيث انّ حفر الطرقات وتمديد الأسلاك هو أمر مكلف ويتطلب الكثير من الجهد والوقت والمال، الأمر الذي سيؤثر في النهاية على تكلفة الإنترنت وسرعة وصولها إلى منازل المستخدمين، وخصوصا في المناطق البعيدة أو الضواحي الجديدة. وقد تقوم بعض شركات الاتصالات أو تقديم خدمات الإنترنت بإلغاء فكرة تطوير الشبكات لهذه الأسباب.

ويؤكد خبراء تخطيط الشبكات بأنّ كلفة المعدّات تمثل 25% من الكلفة الكليّة فقط، بينما تتوزع النسبة المتبقية على خدمات البنى التحتيّة والعمليّات الأخرى. وللخروج من هذه الدوّامة، فإنّه يمكن الاستعاضة عن هذه العمليّات المكلفة باستخدام البنى التحتيّة الحاليّة والموجودة في جميع المدن والمتصلة بجميع المنازل، والتي لا تحتاج إلا لمجموعة قليلة من العمال وبضع ساعات لإيصال خطوط الإنترنت الجديدة (مثل الألياف الضوئيّة) إلى منزلك. ويمكن استخدام شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحيّ لهذه الأغراض، بل حتى أنّه تمّ تطبيق ذلك في الكثير من البلدان. وتجدر الإشارة إلى أنّ المملكة العربيّة السعودية تقوم بدراسة تمديد الألياف الضوئيّة عبر شبكة يبلغ طولها 630 ألف كيلومتر وتربط 21 مدينة، وبكلفة 11,25 مليار ريال سعوديّ (حوالي 3 مليارات دولار) للبنى التحتيّة والخدمات، وذلك لتقديم خدمات المعلومات والصوت والفيديو. ومن الممكن خفض هذه التكاليف بدراسة استخدام البنى التحتيّة الحاليّة الموجودة في المملكة.

* شبكات الكهرباء

* تسمّى تقنية إيصال الإنترنت عبر شبكة الكهرباء بـIEEE P1901، وهي تسمح بإيصال سرعات أكبر من 100 و200 ميغابايت في الثانية (الميغابايت الواحد هو 8 ميغابت)، باستخدام ترددات أقلّ من 100 ميغاهرتز، وهي تسمح بتبادل المعلومات مع جميع الاجهزة المتصلة بهذه الشبكة، أو بالشبكات الأخرى. وتمّ إطلاق مصطلحات «الإنترنت واسعة النطاق عبر خطوط الكهرباء» Broadband over PowerLines BPL و«الاتصال عبر شبكة الكهرباء» Power Line Communication PLC على هذه التقنية. وتسمح هذه التقنية بتقديم سرعة معلومات متساوية من حيث استقبال وارسال المعلومات، على خلاف تقنية «إيه دي إس إل» ADSL المستخدمة حاليّا، والتي يتمّ فيها تقديم سرعات تحميل عالية إلى كومبيوتر المستخدم، ولكنّ سرعة إرسال المعلومات من كومبيوتره تكون منخفضة، الأمر الذي يُزعج من يقوم بالتحادث بالصوت أو الصورة نظرا لبطء إرسال المعلومات من جهازه، أو من يريد إرسال كميّة كبيرة من المعلومات من جهازه. ويمكن استخدام هذه التقنية للتحادث عبر الإنترنت بالصوت والصورة، ولوصل المنزل كله بالشبكة من دون الحاجة إلى تمديد الأسلاك، والاتصال بالمكتب أو المنزل أثناء السفر بكلّ سهولة، أو حتى وصل المدارس بشبكة واحدة متكاملة، والكثير غيرها من التطبيقات الممكنة. ويكفي وصل الكومبيوتر(أو أيّ جهاز آخر) بوحدة خاصّة (بشكل سلكيّ أو لاسلكيّ) متصلة بالكهرباء، ليدخل الجهاز الى الشبكة أو الإنترنت، وبشكل بسيط وسهل. وتتراوح أسعار هذه الأجهزة ما بين 25 و50 دولارا أميركيّا، حسب الشركة المصنّعة والمزايا الموجودة فيها. وتقوم شركات معروفة في عالم الشبكات بتقديم هذه الأجهزة، مثل شركة «نت غير» NetGear و«لنك سيس» LinkSys. وتبلغ كلفة الاشتراك لإحدى الشركات المزوّدة لخدمات الإنترنت عبر شبكات الكهرباء بسرعة 512 كيلوبت في الثانية 20 دولارا أميركيّا، بينما تصل كلفة الاشتراك بسرعة 3 ميغابت في الثانية إلى 40 دولارا أميركيّا، المبلغ الذي يُعتبر منخفضا مقارنة بأسعار الاشتراكات في البلدان التي لا تزال تعتمد الطريقة الكلاسيكيّة في إيصال الإنترنت إلى منازل المستخدمين.

ولا يمكن تصوّر أيّ سبب لرفض شركات الكهرباء المساهمة في تقديم هذه الخدمة للمستخدمين، خصوصا أنّ هذه التقنية تسمح لشركات الكهرباء بمعرفة كميّة استهلاك الكهرباء لكلّ عدّاد، عوضا عن إرسال موظفين إلى جميع المنازل لقراءة العدّادات قبل إصدار الفواتير الشهريّة. هذا ويمكن إضافة رسوم الاشتراك بهذه الخدمة إلى فاتورة الكهرباء للمستخدمين، لتكون العملية أكثر سهولة لهم. وتسمح هذه التقنية أيضا بمراقبة كميّة استهلاك الكهرباء في كلّ ثانية، وبالتالي السماح للشركة بمعرفة وجود أيّة مشاكل قبل أن تتفاقم وتقوم بحرق الموزع الكهربائيّ الرئيسيّ في منطقة ما، أو عند حدوث تماس كهربائيّ كبير في منزل خرج منه أصحابه، وإبلاغ قسم الإطفاء بذلك بشكل آليّ، والكثير غيرها من التطبيقات المختلفة التي قد تفيد مختلف القطاعات (مثل شركات التأمين).

هذا وتواجه هذه التقنية بعض المشاكل التقنية، مثل وجود الضجيج الإلكترونيّ الذي تصدره الأجهزة عند تشغيلها أو إقفالها، أو الأجهزة التي تقوم بخفض كميّة الكهرباء المستخدمة عند عدم عملها Power Saving Mode، وتداخل إشارات بثّ الراديو في أسلاك الكهرباء غير المعزولة والفروقات الكبيرة بين تصاميم شبكات الكهرباء الأوروبيّة والأميركيّة، بالإضافة إلى بعض التحديّات التقنية عند مرور معلومات الإنترنت عبر محوّلات فرق الجهد الموجودة خارج المنازل والتي تقوم بتحويل جهد التيار الكهربائيّ من عشرات الآلاف من الفولت إلى بضع مئات، ولكنّها تقوم بالتأثير على الترددات التي تحتوي على المعلومات المستقبلة والمرسلة، وغيرها من المشاكل التقنية، ولكن يتم تطوير الكثير من الحلول الجديدة لتفادي هذه المشاكل.

ويتمّ حاليّا تقديم خدمات الإنترنت عبر الكهرباء في الكثير من بلدان العالم، مثل المملكة العربيّة السعودية (عبر شركتي «إلكترونت» Electronet و«ساكماك» SACMAC) وفلسطين (عبر شركة «فيوجن» Fusion) والولايات المتحدة الأميركيّة وروسيا وجنوب إفريقيا وكندا ورومانيا وهنغاريا واسبانيا وغانا والفلبين (لم تكن صفحات شركات «إلكترونت» و«فيوجن» تعمل وقت كتابة هذا الموضوع).

* شبكات الصرف والمياه

* استطاعت شركة «إتش 2 أو» H2O البريطانيّة تمديد شبكة من الألياف البصريّة اسمها «فوكاس» Fibre Optical Cable Underground Sewer FOCUS بعد 5 أعوام من المفاوضات مع شركات المياه والصرف الصحيّ، لتستمتع جامعات مختلفة في مدن «إدنبرة» و«بورنماوث» وأبردين بسرعات إنترنت عالية تصل إلى 20 غيغابت في الثانية الواحدة. وتنوي الشركة التوسّع لإيصال الإنترنت عالية السرعة إلى الشركات في مختلف المناطق والمدن. وتستغلّ الشركة المذكورة بنية الصرف الصحيّ التحتية الموجودة في بريطانيا والمتصلة بجميع المنازل. وتقول الشركة بأنّ كلفة حفر الطرقات وتمديد كيلومترين من الألياف الضوئيّة سيحتاج ما بين 6 إلى 12 شهرا من التخطيط وستكلف العمليّة ما بين 150 و200 جنيه استرليني (الجنية الاسترليني يبلغ دولارين تقريبا) للمتر الواحد (أي ما بين 300 إلى 400 ألف جنيه استرليني للمسافة المذكورة)، بينما يمكن عمل ذلك في 4 ساعات فقط باستخدام البنية التحتيّة الجاهزة لشبكات الصرف الصحيّ، بالإضافة إلى عدم تلويث الطرقات بالأتربة التي تنتج عن الحفريات، وعدم منع أو تعطيل سير المركبات في الطرقات. هذا ودفعت جامعة «نابير» التي تضمّ أكثر من 13 ألف طالب 80 ألف جنيه استرليني لقاء تمديد 1.2 كيلومتر من الألياف الضوئيّة باستخدام هذه الطريقة، بينما كانت هذه العمليّة ستكلفها ما بين 400 ألف إلى مليون و200 ألف جنيه استرليني بالطريقة التقليديّة. وتمّ تمديد شبكة مماثلة لجامعة «بورنماوث» في أقلّ من أسبوع.

ولن تتغير تكاليف التمديد بتغيّر السرعة المقدّمة، أيّ أنّه يمكن رفع السرعة في المستقبل من دون تقديم أيّة أجور إضافيّة. هذا وقامت شركة «آسك 4» Ask4 لتقديم خدمات الإنترنت بالتعاقد مع شركة «إتش 2 أو» بتقديم الخدمات للمستخدمين بسعر ثابت بغضّ النظر عن السرعة المستخدمة، وبسرعة تجهيز للشبكة أسرع بحوالي 80% من الطرق التقليديّة. ويتمّ حماية الألياف الضوئيّة بطبقات عازلة تمنع وصول السوائل والحشرات إلى الألياف، وبالتالي ضمان جودة الاتصال لسنوات عديدة بعد التركيب. ولكنّ بريطانيا ليست الدولة الوحيدة التي تستخدم شبكات الصرف الصحيّ لإيصال الإنترنت إلى منازل المستخدمين، حيث تقوم فرنسا واليابان بعمل ذلك أيضا. ويمكن استخدام طرق شبيهة لتمديد شبكة الأسلاك عبر شبكات المياه إلى جميع منازل المستخدمين، وبالتالي وجود أكثر من طريقة واحدة لإيصال الإنترنت إلى المنازل باستخدام البنى التحتيّة الحاليّة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة «غوغل» قد قامت في الأوّل من شهر «إبريل» («نيسان») من هذا العام بطرح فكرة شبيهة من باب المزاح تحت اسم «تيسب» Toilet Internet Service Provider TISP، والتي يقوم فيها المستخدم بشراء مجموعة الأدوات اللازمة، ووصل سلك موجود بداخلها بجهاز «راوتر» Router ووضع الطرف الآخر من السلك في المرحاض، ليقوم خبراء «غوغل» بالعثور على السلك في خلال 60 دقيقة وإيصال الإنترنت إلى المستخدم.

يفتقر العالم العربيّ إلى البنى التحتيّة المناسبة لتقديم الإنترنت عالية السرعة إلى جميع المنازل بأسعار معقولة تتناسب مع دخل السكان، وغالبا ما تكون التكاليف مرتفعة على المستخدم وعلى مقدّمي الخدمة. وباستخدام البنى التحتيّة الحاليّة الموجودة في جميع المدن والحصول على الدعم من المؤسسات المسؤولة عن هذه البنى، فإنّه يمكن تقديم خدمات أفضل وأقلّ ثمنا للأفراد والشركات والمدارس والجامعات، وحتى تقديم مجال جديد لتعمل فيه شركات تقديم خدمات الإنترنت الحاليّة والجديدة، نظرا لأنّ جميع المنازل متصلة بشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحيّ. ويمكن أن يتمّ تمديد الألياف الضوئية التي تقدّم سرعات إنترنت عاليّة جدّا في جميع المدن بتكاليف أقلّ بكثير من الطرق التقليديّة المستخدمة حاليّا، وأن يتمّ ذلك بسرعة كبيرة جدّا ومن دون القيام بعمليات الحفر المزعجة والمكلفة والتي تعرقل السير وتحتاج إلى أشهر لإتمامها، التي غالبا ما تكون صيانتها مكلفة جدّا على الشركات التي تقدّم الخدمة. وإن تمّ تطبيق هذه التقنيات بشكل صحيح مع وجود بُعد رؤية للشركات التي تقدّم الخدمة، فإنّه يمكن أن نشهد في المستقبل القريب وجود أجهزة إلكترونيّة متصلة بالإنترنت بشكل مباشر ومن دون الحاجة إلى تجهيزات معقدة، وأن يكون المنزل متصلا ببعضه بعضا عبر شبكة الكهرباء الداخليّة، وأن يتمّ الحصول على الإنترنت عبر مقابس متصلة بمواسير مياه المطابخ والحمّامات، أو حتى عبر مآخذ خاصّة في الغسّالات الجديدة.

* مواقع إلكترونية

* http://grouper.ieee.org/groups/1901

* http://www.sacmac.net.sa

* http://www.electronetonline.com

* http://www.fusion.ps

* http://www.h2o-networks.uk.net

* http://www.ask4.com

* http://www.google.com/tisp/install.html



Sunday, January 13, 2008

مدير الأسواق الناشئة في «غوغل»: هدفنا خدمة الشركات الإعلامية وليس منافستها


موضحاً أن قنوات عربية في طريقها إلى موقع «يو تيوب» ومعتبراً أن فورة الإعلان الإلكتروني اقتربت

فيصل عباس : الشرق الأوسط
قبل أن تسأل نفسك لماذا نجري حوارا في ملحق «الإعلام» مع شخص يعمل في شركة «غوغل»، الأشهر من أن تعرف بفضل محرك البحث الشهير الذي يحمل اسمها على الانترنت، لا بد من أن تأخذ الأمور التالية في الحسبان: لقد غيرت الوثبات الضخمة والسريعة في التكنولوجيا الحديثة الكثير من المفاهيم، فكما اليوم يمكن اعتبار شركة «نوكيا» للهواتف الجوالة، وليس شركة أدوات تصوير تقليدية، أكبر مصنع للكاميرات في العالم (لكون غالبية هواتف نوكيا تتضمن كاميرا، وقد باعت الشركة في الربع الأول فقط من عام 2006 نحو 15 مليون هاتف)، قد يرى كثيرون ان «غوغل» تحولت الى شركة اعلامية بامتياز، سيما عندما نذكر شراءها لموقع «يو تيوب» لملفات الفيديو الذي سجل مشاهد اكثر من 2.5 مليار ملف فيديو عام 2006 كذلك، وأيضا خدمة «غوغل نيوز» الاخبارية التي تقدم الأخبار من مصادر مختلفة كوكالات الأنباء والصحف، والتي اطلقت الشركة الخدمة العربية منها العام الماضي، اضافة الى نشاط الشركة في مجال بيع المساحات الاعلانية. لذلك، كان لا بد من سؤال محمد جودت، مدير تطوير الاسواق الناشئة في ما يعرف بـ«الخانة 4» وهو مصطلح «غوغلي» يعني «اوروبا الناشئة، الشرق الأوسط، وافريقيا» حول كيف ترى الشركة نفسها، وهل لها مطامع اعلامية حقا، وما هي الخطوات المقبلة فيما يخص العالم العربي تحديدا، وفيما يلي نص الحوار الذي تم بمكاتب «غوغل» في لندن: > أتوقع ان ما يدور في ذهنك الآن، هو لماذا نجري معك حوارا خاصا بالجوانب الاعلامية، إلا أن الواقع هو أن خطوات واستثمارات «غوغل» المثيرة للاهتمام في هذا المجال، كشراء موقع «يو تيوب» لملفات الفيديو وابرام اتفاقات مع وكالات الأنباء لنقل اخبارها عبر «غوغل نيوز»، هي التي تدفعني للسؤال، هل تنظرون الى أنفسكم كشركة إعلامية مستقبلا؟ - لا على الاطلاق، ونحن نتلقى هذا السؤال باستمرار إلا ان الفكرة هي أننا لسنا شركة اعلامية بالمعنى التقليدي، فالشركة الاعلامية تملك محتواها، نحن لا نفعل. كذلك، فإن كثيرا من الشركات الاعلامية تركز على طريقة تقليدية في الحصول على الدخل الاعلاني، نحن لا نفعل ذلك. وانما نحن عبارة عن «قطعة جديدة» حول ما يحصل في عالم الإعلام. وما نحاول فعله هو تسهيل عمل شركات الاعلام حول العالم عبر الانترنت، خذ مثلا جريدة «الشرق الأوسط»، نحن لا نعمل على منافستها فيما يخص المحتوى، ولكن ما نحاول فعله هو جعل الوصول اليكم اسهل، وجعلكم في موقع الصدارة للناس المهتمين بالأخبار، فإذا نحن عبارة عن «وسيلة» للناس للوصول اليكم (على الانترنت). > حسنا، هذا اذا افترضنا أن على الشركة الإعلامية ان تملك محتواها بالضرورة، لكنك تعلم ان النموذج الجديد في عصرنا هذا هو المحتوى المعد من قبل المستخدم User Generated Content بحيث يكون دوركم هو مجرد «منصة» platform، كما هو الحال مع موقع «يو تيوب»، واذا ما نظرنا إلى الأمر من هذه الزاوية، فإنكم تبدون أقرب إلى نموذج الشركة الإعلامية المستقبلية، أليس كذلك؟ - «يو تيوب» مثال جيد، فاعتباره «شركة إعلامية» يقودنا الى اعتبار كل شيء على الانترنت كذلك أيضا، فالمحتوى المكون من قبل المستخدم يجعل من المدونات إعلاما، وكذلك «فيس بوك» هو إعلام، لكن الوجه الآخر لهذه النظرية هو انه لا بد من إدراك أن عالم الإعلام يتطور باستمرار، ففي السابق كان الناس يستمعون الى الموسيقى عبر الراديو، ومن ثم جاء التلفزيون، وقال الكثيرون انها ستكون نهاية الراديو، لكن ذلك لم يحصل واستمر الناس في الاستماع الى الموسيقى عبر الراديو وعبر التلفزيون بشكلين مختلفين، والواقع هو انه سيكون هناك دائما تطور في الشكل الذي سيستهلك فيه الناس الإعلام. ولذلك ترى شركات إعلامية تقليدية للغاية مثل «بي. بي. سي» باتت تشجع مساحات للمحتوى المعد من قبل المستخدمين، وبفعل ذلك هي تستقبل هذا التوجه الجديد ضمن شبكتها بدلا من القول أن الشكل التقليدي للإعلام هو الشكل الوحيد المقبول، وانك اذا لم تلعب ضمن تلك المساحة المحددة فأنت خارج لعبة الاعلام. أيضا لفهم «غوغل» لا بد من العودة الى سياستنا، ما نحن عليه هو اننا نحاول ترتيب معلومات العالم، مهما واينما كانت هذه المعلومات، سنحاول جعل هذه المعلومات بصيغة تمكن الناس من الوصول اليها واستخدامها بشكل مفيد. > خلال العام الماضي اعلنت شبكات تلفزيونية عالمية مثل «بي بي سي» البريطانية و«ان بي سي» الأميركية عن تكوين قنوات خاصة بها على موقع «يو تيوب»، هل سنشاهد قنوات عربية تلحق بهذا الركب؟ - طبعا، سنشاهد عددا منها... لا يجب عليك ان تكون في غاية الذكاء لتوقع ماذا سيحصل في مجال الانترنت في العالم العربي او في الأسواق الناشئة، وما يحدث هو أن الأمور تأخذ وقتا أطول قليلا، لكنها تأتي في نهاية الأمر. > فلنتحدث قليلا عن الإعلانات، في النهاية «غوغل» هي شركة تجارية، والإعلانات الإلكترونية هي جزء أساسي من دخلكم، كيف تنظرون الى التحدي كونكم تعملون في منطقة لا يتجاوز فيها الإنفاق على الإعلان الالكتروني 1%، ومن جهة ثانية لا يزال الانترنت يحبو فيما يخص عدد الأشخاص المتصلين، ففي مصر هناك 7 مليون من أصل نحو 75 مليون مثلا؟ - الواقع أننا مؤسسة تدار من قبل مهمتها وتحقق نجاحا تجاريا، كان لي شرف العمل مع عدة شركات متعددة الجنسيات، والفرق اننا هنا لا نصمم خططنا التجارية بناء على كم من الدخل سنحصل، فإذا اطلعت على خطتنا التجارية العربية فلن تجد في بدايتها أنها مبنية على الدخل، وإنما على فكرة وجود 315 مليون شخص يتحدث العربية نستطيع خدمتها بشكل افضل، الدخل ليس على الخطة في الوقت الحالي، سيكون هناك دخل لا شك في الأمر، ولكنه سيأتي لاحقا اذا قمنا بعمل جيد واستمررنا في القيام بما قامت به «غوغل» دائما. فقد نمت شركتنا ليس لأننا ذهبنا وقمنا بجهود مكثفة لبيع إعلاناتنا، وانما نمونا لأننا نملك منتجا رائعا في مجال البحث، وطورنا نماذج الإعلان حوله. وبالعودة إلى سؤالك، صحيح أن المنطقة بشكل عام متأخرة نوعا ما عن مناطق عدة من العالم المتقدم في مجال استخدام الانترنت للنشاطات اليومية العامة، لكننا من جهة ثانية نرى أن المنطقة تستعد للتطور بشكل سريع. وعلينا أن ندرك أمرين فيما يخص هذه المنطقة، أولا: انها ليست متساوية فيما يخص الاستعداد، فلديك دول مثلا ذات نسبة نفاذ انترنت مرتفعة للغاية وأخرى نسبة النفاذ فيها متدنية للغاية، هناك تباين ايضا بالنسبة للمحتوى، فهناك بلدان بنسب أكبر من المحتوى العربي المحلي مقارنة بغيرها. إذا من جهة لا يمكنك التعامل مع المنطقة ككيان واحد، ولكن ثانيا، في كل هذه البلدان، بدون استثناءات سوى في بضع البلدان التي تقع ضمن المناطق الأقل نموا من العالم العربي، هي في قسم «عصا الهوكي» من منعطف تطبيق التكنولوجيا المكون على شكل S باللغة الإنجليزية، بمعنى انها تتهيأ لتطور هائل ليس فقط فيما يخص منتجات «غوغل» ولكن فيما يخص الانترنت بشكل عام. إذاً ما نفعله نحن هو أننا لا ننظر الى الأمر لتحقيق ربح على المدى القريب، لأن أية شركة تسعى لذلك تقوم بتعيين مندوبي مبيعات فورا وهو ما لم نفعله نحن، وانما ما نقوم به هو تعيين «مديري تطوير» لكل بلد، وهم أشخاص يقومون ببعض الأمور لنا، من ضمنها تقييم ما الذي نفعله جيدا، وما هي الأشياء التي نستطيع تحسينها. > جيد، ولكن بحسب فهمي، فإن الدخل الأساسي لـ«غوغل» لا يأتي من المستخدمين مباشرة، ولكن من المعلنين، فما هي أسباب تدني نسبة الانفاق على الاعلان الالكتروني في المنطقة؟ - لا شك اننا متأخرون بخصوص الاعلان على الانترنت، او على الاقل بنفس المستوى الذي وصلت اليه المناطق المتقدمة من العالم، ولكن هل هذا بسبب عدم وجود مستخدمين بالكم الكافي للتوجه لهم اعلانيا عبر الانترنت، أن السبب هو تقنيات الانترنت في بعض البلدان متأخرة، بحيث لا تجعل التجربة ايجابية للمعلن، أم أن السبب هو أن المعلنين ليسوا على دراية بايجابيات الاعلان على الانترنت... في جميع الأحوال هذا سيحدث عاجلا أم لاحقا، وما نريد ان نفعله هو أن نكون جاهزين عندما يأتي هذا الموعد. > متى تتوقع أن تحصل هذه الفورة؟ - توقعي الشخصي هو أننا الآن سنبدأ بمشاهدة نمو كبير في مجال الاعلان على الانترنت، كثير من المؤسسات الكبرى بدأت تستوعب ذلك، فيما بدأت تدرك كثير من الشركات الأصغر فوائد الاعلان الالكتروني، مقارنة بالاعلان على التلفزيون مثلا وهو ما لا يقدرون عليه ماليا، كثير من المؤسسات بدأت تدرك اهمية ان الاعلان الالكتروني هو اعلان يمكن الوصول اليه عالميا، ونحن نرى ذلك الآن. > قبل سنوات افتتحتم مركزا اقليميا في القاهرة، وأخيراً افتتحتم مكتبا في دبي، فما هي استراتيجيتكم للمنطقة؟ - حسنا، لا بد من ادراك كيف تعمل «غوغل»، فنحن لسنا شركة تقليدية على الاطلاق، بمعنى لدينا مركز رئيسي وننقل الناس اليه وما الى ذلك، نحن نوظف بناء على الموهبة، ونحن نهتم بالغاية بالناس الذين نوظفهم، نريد افضل الخامات التي نستطيع الحصول عليها، وسوف نوظفهم في المكان الذي يضمن اداءهم الافضل، وهذا يشمل حياتهم الشخصية وأيضا المتطلبات الوظيفية. لذلك سيكون لدينا اماكن عدة، ستجد فيها اشخاصاً موجودين ويعملون على مشاريع مختلفة عبر المنطقة. من جهة ثانية، نحن في المراحل الأخيرة من فهم السوق والتحضير له.

* هكذا يعمل الـ«غوغليون»

* إذا دخلت الى مكاتب شركة «غوغل» في لندن، او في مكان آخر من العالم، فلا تفاجأ اذا رأيت مساحات كبيرة مخصصة لطاولات البلياردو و«هوكي» الطاولة، فيما يتجول العاملون فيها والذين يطلقون عليهم بالانجليزية اسم googlers، واغلبهم من الشباب، مرتدين الجينز والأحذية الرياضية، وتجدهم مجتمعين على الأرائك... هناك حتى أسرة موضوعة للراحة في صالة تجمع الموظفين، وهناك صالة كبيرة لتناول الطعام... مجانا، وتشمل قائمة الأطباق كل شيء من الدجاج المشوي والمعكرونة، الى السلطة والفواكه... وحتى الـ«سوشي». ويبدو أن الشركة ارادت الاستعارة بشيء من ثقافة بريطانيا في مكتبها اللندني، فتجدها ركبت كبائن الاتصالات الحمراء الشهيرة داخل المكتب، حيث يستطيع الموظفون اجراء مكالمتهم الخاصة، بعيدا عن الضجة او ازعاج الآخرين. من جهة ثانية تطغى التكنولوجيا على كل شيء، في صالة الاستقبال هناك شاشة ضخمة تبث صورا متحركة من بث خدمة «غوغل إيرث» للخرائط وصور المدن، هناك ايضا غرف مزودة بتقنيات الاتصال عبر الفيديو، حيث يستطيع الزملاء حضور ندوات او القائها بالإتصال بين مكاتب «غوغل» حول العالم. وفيما لم يستدع الأمر لي في تلك الزيارة باستخدام دورات المياه، الا انه يقال ان مقاعد دورات المياه في مقر الشركة بكاليفورنيا المعروف بـ googleplex مثلا مزودة بأحدث التقنيات اليابانية من بينها مقاعد تدفئ حسب الطلب، وزر لاسلكي في الباب. ويعكس كل ذلك فلسفة «غوغل» في العمل بحسب ما تذكر صحيفة «واشنطن بوست» في قصة نشرتها العام الماضي حول أجواء العمل في هذه الشركة، وتوضح الصحيفة ان هذه الفلسفة تدور حول الكرم والامتيازات غير المألوفة التي تحافظ على سعادة الموظفين والتفكير بطريقة غير تقليدية كأن يسمح للمهندسين بتخصيص 20 % من وقتهم لأي مشروع من اختيارهم. وكانت ثقافة «غوغل» هذه التي يمكن وصفها بالـ«مرتاحة» طاغية حتى على تصرفات محمد جودت، فهو وعلى الرغم من مسؤولياته الضخمة لم يكن مرتديا بدلة، وانما ملابس «كاجوال» وأصر على ان يضيفنا شيئا نشربه قائلا «شاي، قهوة، عصير.. كل شيء متوفر، فنحن في غوغل»، فاضطررت الى ان امازحه قائلا: «طالما ان العصير حقيقي وليس رقميا، لا مانع». لكن مع رؤية عدد كبير من الموظفين «يلعبون»، كان لا بد من السؤال: متى يعمل هؤلاء؟ الاجابة جاءت من احدى موظفات العلاقات العامة التي رافقتنا خلال الزيارة، وهي آتية من مقر الشركة في كاليفورنيا للعمل لمدة 3 أشهر في مكاتب «غوغل» بلندن، فقالت: إن النظرة هي تكوين مناخ مرتاح للموظفين خلال عملية العصف الذهني، وتوضح: «اذا خرجت مع زميل لك على الغداء، فانكما على الارجح ستتحدثان في العمل، نحن نعمل على توفير الاجواء المناسبة للموظفين داخل المكتب». وتشدد من جهة ثانية، ان الموظفين يمضون كذلك ساعات طويلة في العمل، لذلك توفر لهم الشركة امكانات عدة للتسلية في المقابل... وعلى الرغم من تحفظ الكثير من الاداريين التقليديين في بعض الشركات الاخرى حول رؤية موظف يرتدي الجينز دع عنك حاملا عصا بلياردو داخل المكتب، يبدو أن هذه السياسة تخدم جيداً مع «غوغل»... احدى اكبر الشركات في العالم التي حققت عوائد تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار عام 2006 والتي توظف نحو 16 ألف شخص حول العالم.

* سيرة ذاتية

* محمد جودت

* المدير المشرف على الأسواق الناشئة في «غوغل»، وهو بذلك يشرف على المبيعات والاداء التجاري في بلدان اوروبا الناشئة والشرق الأوسط وإفريقيا. يأتي من خلفية في الهندسة، كما انه يحمل كذلك ماجستير في ادارة الاعمال. وبدأ حياته العملية في شركة «أي. بي. أم» بمصر، ومن ثم عمل في مجال المبيعات بالقطاع الحكومي، وانتقل بعد ذلك الى الامارات، حيث تولى مناصب عدة كان آخرها رئيس قطاع الاتصالات في شركة «مايكروسوفت» للأسواق الناشئة حول العالم. ومحمد يهوى الفنون، ويتحدث العربية والانجليزية والألمانية ويتعلم التركية حاليا.

Thursday, January 3, 2008

مواقع لأداء الأعمال من أيّ كومبيوتر متصل بالإنترنت

تحرّر من كومبيوترك أثناء السفر

جدّة: خلدون غسّان سعيد
كثيرا ما يحتاج المسافرون إلى استخدام كومبيوتر لأداء بعض الأعمال والمهامّ، ولكنّ حمل الكومبيوتر معهم أينما ذهبوا هو أمر ليس بالسهل، خصوصا إن كان المستخدم في إجازة. ولكنّ بعض المواقع تقوم بتقديم خدمات مميّزة لأداء الأعمال الملحة التي قد تظهر بشكل مفاجيء، مثل القدرة على تحرير الوثائق ومشاركة الآخرين بها، والتواصل والدردشة مع الزملاء وأدوات لإدارة المشاريع. وتقدّم بعض هذه المواقع خدمات احترافيّة متطوّرة للمستخدمين الذين يريدون الحصول على مستوى خدمات مرتفع، بينما تقوم بعض المواقع الأخرى بتقديم خدمات أساسيّة مجانيّة لمن يريد أداء بعض الأعمال البسيطة.

* مواقع للخدمات المتقدمة يحتوي موقع «هادل» Huddle على الكثير من الأدوات لتحرير الوثائق وإدارتها، بالإضافة إلى توفير القدرة على تفحص الوثائق التي قام الآخرون بتحريرها، وتحميلها لتصحيح بعض المعلومات إن أراد المستخدم، ومن ثمّ طلب الموافقة من الإدارة أو زملاء آخرين في العمل. ويقدّم الموقع بعضا من خدماته بشكل مجانيّ، ولكنّ البعض الآخر المتقدّم منها متوفر للمستخدم بعد الإشتراك بالخدمة. أمّا موقع «سنترال ديسكتوب» Central Desktop، فإنّه يسمح بتغيير حالة الوثيقة مثل «مسودة» Draft و«ملغيّة» Cancelled و«في انتظار الموافقة» Pending Approval أو «موافق عليها» Approved. ويمكن التواصل مع الزملاء المتباعدين جغرافيّا عبر خدمات مواقع «سنترال ديسكتوب» و«بيسكامب» Basecamp التي تدعم الحوارات النصيّة بالترتيب الزمنيّ الصحيح لها والمتعلقة بالمشاريع التي يقوم المستخدمون بأدائها. ويمكن لهذه الخدمات إرسال رسائل إلى البريد الإلكترونيّ للمستخدم لإعلامه بحدوث أمر هام، مثل توكيله بمهمّة جديدة أو نغيير تاريخ تسليم الوثيقة أو حتى تحميل وثائق جديدة إلى الموقع، بالإضافة إلى وجود خدمة إيصال المعلومات عبر خدمات «آر إس إس» RSS الممتازة لتخفيف العبء على بريد المستخدم.

هذا ويمكن عقد اجتماعات عبر الإنترنت (لقاء أجور إضافيّة) والتي يمكن عبرها مشاهدة برامج الآخرين وتصفح الإنترنت بشكل جماعيّ. ويسمح موقع «ويب أوفيس» WebOffice «سنترال ديسكتوب» بأداء معظم المهامّ المذكورة وهو يقدّم أعلى مستويات إدارة المهامّ من بين المواقع المذكورة، بينما يقدّم موقع «هادل» أفضل خدمات لإدارة الوثائق. ويمكن الإشتراك بالخدمات الأساسيّة موقع «ويب أوفيس» لقاء 60 دولارا أميركيّا في الشهر لخمسة مستخدمين، و50 دولارا أميركيّا في الشهر لكلّ مستخدم لقاء الخدمات الإضافيّة. وتبلغ تكلفة الإشتراك بالخدمات الإضافيّة لموقع «سنترال ديسكتوب» 35 دولارا أميركيّا في الشهر.

* مواقع مجانيّة ويقدم موقع «زوهو رايتر» Zoho Writer خدمة تحرير نصوص مجانيّة ممتازة تتيح مشاركة النصوص مع الآخرين ووجود وفرة من الخصائص والمزايا المختلفة والمميّزة. ويمكن لهذه الخدمة إيجاد صفحات غنية بالصور وتغييرها إلى وثائق «إتش تي إم إل» HTML، الأمر الذي تتفوّق فيه على برنامج «مايكروسوفت وورد» Microsoft Word. وتستطيع هذه الخدمة تغيير شكل ولون وحجم الأحرف والتأكد من صحة الكلمات وحتى إلغاء العمليات Undo التي قام بها المستخدم. ويمكن حفظ النصوص في امتدادات «دوك» DOC و«آر تي إف» RTF و«تي إكس تي» TXT و«بي دي إف» PDF و«إتش تي إم إل» HTML و«أوبين أوفيس» OpenOffice SXW و«أوبين دوكيومنت» OpenDocument ODT. أمّا موقع «رايتلي» Writely فإنّه يقدم مجموعة أدوات تحرير نصوص متماسكة وبسيطة ويسمح بتسجيل الملفات في عدّة امتدادات، مثل «إتش تي إم إل» و«دوك» و«آر تي إف» و«بي دي إف» و«أوبين أوفيس». ويمكن للموقع المذكور إرسال الملفات إلى الكثير من مواقع المدوّنات Blog، بالإضافة إلى القدرة على مشاركة الآخرين بالنصوص. وبالنسبة لجداول المحاسبة، فإنّ موقع «غوغل سبريدشيتس» Google Spreadsheets يقدّم خدمة جداول الحسابات. وتجدر الإشارة إلى أنّ الخدمات التي يقدمها هذا الموقع لا تناسب مختصي المحاسبة، حيث أنّها لا تقدم (لغاية الآن) خدمة صُنع الرسومات البيانيّة Chart أو ال«ماكرو» Macro أو الجداول المحوريّة Pivot Tables. أمّا من يريد استخدام الخدمات الأخرى (معظم المستخدمين)، فإنّ هذا الموقع ممتاز لهم وسيناسب معظم احتياجاتهم. وتقدّم هذه الخدمة الكثير من الأمور السهلة، مثل إدخال المعادلات إلى الجدول بشكل بسيط وسريع، بالإضافة إلى القدرة على تغيير خصائص الجدول مثل عدد الخانات العشرية أو وضع فواصل بين كلّ 3 خانات أو تغيير طريقة عرض التاريخ وحجم وشكل ولون الأحرف والخلايا وإضافة الإطارات إليها، وترتيب محتوى عمود ما ونسخ ولصق المعلومات وحتى إلغاء العمليات Undo. ويمكن مشاركة الآخرين بهذه الجداول. وعند قيام أكثر من شخض واحد بالعمل على الجدول نفسه، فإنّ أيّ تغيير يقوم به أحدهم سيظهر للطرف الآخر فورا. ويمكن حفظ الجدول بشكل ملفات من امتداد «إكس إل إس» XLS أو «سي إس في» CSV.

ولمن يريد تنظيم مواعيده، فإنّ موقع تقويم غوغل Google Calendar يقوم بتبسيط مهمّة تنظيم جداول المستخدمين الزمنيّة عن طريق كتابة ما يريد المستخدم في صندوق، لتقوم الصفحة بمعرفة ما يريده وإضافته إلى الجدول. ويمكن للمستخدم اختيار التاريخ الذي يريده من الجدول مباشرة وكتابة ما يريد، ولكنّ استخدام صندوق الكلمات أسهل، خصوصا إن كانت التواريخ متباعدة وغير مرتبة. ويمكن مشاركة هذه الجداول مع الآخرين، الأمر المناسب لرجال الأعمال والشركات. ويمكن لهذا الموقع أيضا إخفاء بعض المواعيد حسب النوع، مثل إخفاء مواعيد العمل إن كان المستخدم يريد معرفة مواعيده الخاصّة أو العائليّة. وتسمح هذه الخدمة أيضا بإستخدام خدمة أخرى من شركة غوغل هي خدمة الخرائط «غوغل مابس» Google Maps، حيث يمكنها ربط الموعد بخريطة إن كان الموعد يتضمنّ موقعا ما، ويمكنها أيضا إرسال رسائل إلى الهاتف المحمول أو البريد الإلكترونيّ.

* مواقع الكترونية مفيدة:

* http://www.centraldesktop.com

* http://www.huddle.com

* http://www.basecamphq.com

* http://www.weboffice.com

* http://www.zohowriter.com

* http://www.writely.com

* http://www.ajaxlaunch.com/ajaxwrite

* http://www.writeboard.com

* http://spreadsheets.google.com

* http://www.zohosheet.com

* http://www.google.com/calendar

* http://www.30boxes.com

* http://www.calendarhub.com


تجارة إلكترونية حسب الطلبات والأذواق

الخيار الشخصي وتكييف السلع هما سر النجاح على الإنترنت

لندن: «الشرق الأوسط»
حتى المؤسسات التجارية العملاقة العاملة على الانترنت، تكافح لمواجهة تحدي عمليات «تشكيل البضائع والمبيعات وتقديمها حسب الطلبات والاذواق الشخصية». وأغلبية الاساليب المتبعة لإصدار توصيات لمنتجات خاصة تنطوي على تمييز وتصنيف السلع التي تميل الى ان تكمل بعضها البعض الآخر عند شرائها. وعلى الرغم من ان هذا المسعى يقوم بتجميع المنتجات حسب ميل المستهلكين لشرائها، الا انه لن يصل الى معاملة كل منهم كفرد مستقل له ذوقه الخاص.

التسوق على الشبكة اصبح من النشاطات المفضلة بالنسبة الى المستهلكين. في اي حال فإن البائعين لم ينجحوا تماما في نسخ خبرة الكشف عن السلعة الكاملة المواصفات التي تختفي في اسفل الدرج، او لذة اكتشاف محل (بوتيك) لم يكتشفه الاصدقاء بعد. بيد ان تقنية تحسين خبرة التسوق على الشبكة باتت تتطور بسرعة. ولكن لاستغلال ما يأتي من منتجات، على البائعين العودة الى الاساسيات.

* فنون المتاجرة ويبدو أن السر في نجاح التجارة الالكترونية هو الامر ذاته الذي يدفع حركة المبيعات في العالم الحقيقي خارج الشبكة ويروج لها، ألا وهو فنون المتاجرة. ولكن ليس بالمعنى التقليدي الذي يقتضي ضرورة وجود مزيج من المنتجات المختلفة او تخفيض الاسعار. ان مستقبل المتاجرة على شبكة الانترنت هو تأهيل الزبائن لكي يكونوا خبرتهم الخاصة في التسوق وتحويلهم الى محبذين لأصناف وعلامات تجارية معينة مع تأسيس خبرة تسوق على الشبكة اكثر واقعية.

والخيار الشخصي وتكييف السلع حسب الطلب الشخصي هما السر في انترنت اليوم. ويتوجب على البائعين تعلم بعض الدروس من المحاولات الفاشلة للسيطرة على اساليب الوصول الى السلع. فقد حاولت صناعة الموسيقى السيطرة بيد من حديد على انتاجها وتوزيعها، لكنها فشلت فشلا ذريعا، لكون عشاق الموسيقى دفعوا شركات الموسيقى رغما عنها الى عالم المستقبل المفتوح. وأبلغ مثال على ذلك صناعة الاعلان، فقد دفعت عمليات التحكم والسيطرة المتغيرة دائما وتأسيس الشبكات «غوغل» الى جعلها مؤسسة عملاقة برأسمال قدره 200 مليار دولار، كما تقول مجلة «أي كوميرس» الالكترونية المتخصصة في التجارة الالكترونية..

كذلك يطلب المستهلكون المزيد من الخبرة الشخصية في ما يتعلق بالانترنت. ونمو المواقع الاجتماعية على الشبكة مثل «فايسبوك» و«ماي سبايس» قد اوجد جيلا كاملا من المستهلكين اعتادوا ان يكونوا في وسط عوالمهم. فموقع «فايسبوك» مثلا يخدم كمحطة "سي إن إن" شخصية، مقدما معلومات مستمرة عن كل الامور التي تحصل مع الاصدقاء والمجموعات التي ترتبط مع بعضها البعض بوشائج وعلاقات متينة خاصة.

وجاء قدوم عمليات «التراسل الفوري» والرسائل النصية ليجعل من السهل الحصول على المعلومات والنصائح والارشادات من الآخرين على مدار الساعة. لكن البائعين على الشبكة ما زالوا متخلفين في التعرف على مدى رغبة المستهلكين في التعرف على مطالبهم الشخصية كأفراد حقيقيين.

وكان البائعون قد تحولوا ايضا الى التعرف على اللمحات الشخصية الخاصة بالمستهلكين للتعرف عليهم بشكل اعمق. لكن حتى هذا الامر لا يقدم سوى صورة جزئية عن مطالبهم واذواقهم، حتى ان بعضهم تلقى سيلا من التوصيات لمجرد انهم اشتروا هدية على شكل قرص «سي دي» موسيقي لصديق لهم لكنه ـ اي القرص وما يتضمنه ـ قد لا ينم عن ذوقهم او مطلبهم الشخصي.

* ذوق الزبون والمشكلة مع هذه الاساليب انها تركز فقط على السلوك العرضي من دون التعمق في ذوق الزبون الحقيقي ورغباته الكامنة واتجاهاته المفضلة. بيد ان الاخبار الجيدة هي ان الزبائن هم على استعداد كلي لمشاركة ما يرغبونه ويفضلونه مع الاخرين. وتتيح مواقع التسوق الاجتماعية للمستهلكين تعقب المنتجات التي تجذب انتباههم، والتي يعتقدون انها تمثلهم تماما، مما يوفر معلومات ثمينة للشركات البائعة الراغبة في الاتصال مع المستهلكين الذين وضحوا ما هي مطالبهم الفردية.

ومن الاساليب الفعالة اكثر عمليات الترشيح الجماعية المعقدة التي تلاحظ ما يتفق على تفضيله اكثر من زبون واحد ليجري التعرف على الاتجاهات العامة في الاذواق، وبالتالي تمكين البائعين التوصية على سلع معينة من بين المئات، لا بل الآلاف. وهذا يجري بالطبع عن طريق مراقبة الزبائن وطلباتهم وأفضلياتهم، وما الى ذلك بشكل تفصيلي. واذا كان الهدف الاخير هو جعل الزبون يشعر وكأنه يدخل الى مخزن في الشبكة مصمم خصيصا له، فكيف سيكون السبيل الى ذلك على صعيد التعامل والمتاجرة وعرض السلع المطلوبة؟ للعثور على الجواب جرى سؤال مجموعة من المتسوقين داخل الشبكة عن ما يتمنون فعله اثناء ذلك. وكان الجواب الاول «العثور على ما اطلبه بسرعة». وكان جواب الاخرين هو المشاركة مع طرف ثالث، هو عبارة عن نموذج عرض افتراضي يتيح للمتسوقين تشييد رمز لهم على الشبكة بمقدوره ان يجرب الثياب ويرتديها ليشاهدوا كيف تبدو عليهم، تماما مثل محلات الثياب في الحياة الواقعية. والغريب ان العديد من البائعين على الشبكة يتناسون هذه القواعد، او الاساسيات، مثل تأمين مواصفات منتجات كاملة مع صور كبيرة ملتقطة من زوايا مختلفة.

* منتجات جذابة الامر الآخر هو العثور على منتجات جذابة تستقطب الاهتمام، حتى ولو كان ذلك داخل مواقع الشبكات الاجتماعية والمدونات اليومية ذات التأثير الكبير. فمواقع الاصدقاء مثل «فاسيبوك» و«ماي سبايس» قد تكون مصدرا كبيرا للمعلومات في ما يتعلق بالمنتجات. وعلى الرغم من اهمية مثل هذه المواقع، لكنها قد تحيد عن الهدف قليلا في كونها ليست مواقع مفتوحة للجميع. كما ان المتسوقين الاجتماعيين على هذه المواقع لا يستطيعون التأشير على ما يفضلونه، وبالتالي حجزه او ارسال البريد الالكتروني للبائع، او منتوجه المطلوب عن طريق الوصلات المؤدية اليه. كما ان المنتوج هذا يكون غير منظور او ظاهر بالنسبة الى محركات البحث.

ولعل الخطوة الاهم على صعيد المتاجرة على الشبكة عبر الحيز، او المحل الذي تملكه الشركات المسوقة، والتي هي نادرا ما تحدث، هو جعل زبائنها يسوقون لها بضاعتها. وفي الواقع انهم يقومون سلفا بذلك مؤسسين محلاتهم ومخازنهم الافتراضية على الشبكة المليئة بالمنتجات التي تعجبهم، والتي يسوقونها ايضا على مدوناتهم ومواقعهم الاجتماعية عن طريق استخدام تطبيقات «ويدجيتس»، فضلا عن اكتشاف منتجات اخرى عن طريق تصفح المحلات الاخرى التي اوجدها المستخدمون الآخرون.