ICT ISSUES FOR ARABS & PALESTINIANS

Thursday, October 29, 2009

«فيس بوك».. صديق جديد للشركات الصغيرة

الموقع يضم 1.4 مليون صفحة مرتبطة بالشركات


لوس أنجليس: دان فوست
لا يعرض تشارلز نيلسون، مدير مخبز «سبرينكلز كب كيكس» بحي بيفرلي هيلز الذي يخدم نجوم السينما العالمية القاطنين هناك، على صفحته على موقع «فيس بوك» سوى اليسير من المعلومات عن نفسه، خاصة أن ظروف عمله التي تقتضي إدارته العمل طيلة أيام الأسبوع تحول دون تحدثه إلى أصدقائه عبر الموقع.

ومع ذلك، يحرص نيلسون على البقاء داخل الموقع طوال الوقت، بالنظر إلى أن هناك أكثر من 70 ألف شخص من المعجبين بصفحة «سبرينكلز كب كيكس» على موقع «فيس بوك». كل يوم يعلن المخبز عبر الموقع عن كلمة سر، مثل «استوائي» أو «أرنب» أو «حب»، وأول 25 أو 50 شخصا يزورون أيا من فروع المخبز الخمسة ويهمسون بكلمة السر للعاملين سيحصلون على كعكة مجانية. وقال نيلسون: «عبر (فيس بوك)، يمكننا أن نسأل عملاءنا عن الموقع التالي الذي يفضلون أن نفتتح به فرعا لنا، وعن رأيهم عن النكهة الجديدة التي طرحناها. إنه سبيل رائع للاتصال بالمعجبين بمنتجاتنا». الواضح أن أهمية «فيس بوك» لم تعد تقتصر على التواصل مع الأصدقاء، حيث أصبح الموقع القائم على شبكة اجتماعية مجانية ـ وتحجبه الكثير من أماكن العمل باعتباره مصدرا محتملا لإهدار الوقت ـ على نحو متزايد أداة تسويقية رخيصة للشركات الصغيرة.

ويعد «سبرينكلز كب كيكس» واحدا من بين عدد متزايد من شركات صغيرة تعمل على استغلال برنامج جديد نسبيا على موقع «فيس بوك»، يسمح لها بالإعلان عن أسمائها والظهور حتى أمام أشخاص غير موجودين بالموقع والبقاء على اتصال وثيق مع عملائها. عمليا، بمقدور أي شركة التصرف كأي فرد عضو على الموقع، حيث تعرض تحديثات للوضع وتطلع على ما يفعله معجبوها المسجلون لديها. ورغم عدم إفصاح «فيس بوك» عن الأرقام المتعلقة بالشركات الصغيرة، فإنه أشار إلى أنه يضم 1.4 مليون صفحة ترتبط بشركات تجارية. ويبلغ متوسط أعداد معجبي كل صفحة 100 فرد. من جهتها، أعلنت شيريل ساندبرغ، المديرة التنفيذية للموقع، في خطاب ألقته في نيويورك الشهر الماضي، أنه في كل يوم ينضم 10 ملايين شخص إلى معجبي الصفحات على «فيس بوك». (جدير بالذكر أن الكثير من هذه الصفحات تخص أفكارا عشوائية، مثل الضحك أو الشاطئ، بل هناك صفحة تحمل عنوان «لا أحصل على قسط كاف من النوم لأنني أظل متيقظا لوقت متأخر من الليل من دون سبب». ويبلغ عدد معجبي هذه الصفحة الأخيرة 3.5 مليون شخص).

وأوضح محللون أن الشركات التجارية يتعين عليها دوما التحرك في الاتجاه الذي يقصده عملاؤها. في الوقت الراهن، ينجذب العملاء إلى «فيس بوك» وغيره من المواقع الاجتماعية. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 300 مليون فرد انضموا إلى «فيس بوك»، يحرص نصفهم على زيارة الموقع يوميا.

في هذا السياق، أشار تيم كندال، مسؤول تسويقي بالموقع، إلى أنه: «على امتداد العامين الماضيين، شهدنا ارتفاعا متزايدا في أعداد الشركات التي تدرك وجود عملائها على «فيس بوك». وإذا تمكنت من خلق حضور لها على الموقع، فإن ذلك يسمح لها بالتواصل معهم، الأمر الذي قد يشكل سبيلا لتعزيز الصلة بينهما، بجانب اجتذاب عملاء جدد». الملاحظ أن الشركات الصغيرة تحرص على عدم التمسك بموقع واحد فحسب، مثل «فيس بوك»، وإنما تعمد إلى نشر نطاق حضورها عبر مختلف الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، بما في ذلك «ماي سبيس» و«تويتر». إضافة إلى ذلك، هناك اتصال متزايد بين هذه المواقع، بحيث يترك تعديل وضع على «فيس بوك» أصداء له على «تويتر» أو ينعكس في صورة تنويه يظهر على الكثير من المواقع.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»

سباق إلكتروني على اقتسام كعكة الإعلانات على الإنترنت

منقول عن الشرق الاوسط 

مواقع الشبكة غير التابعة للصحف تستعيد مستوياتها السابقة

نيويورك: ستيفاني كليفورد *
كان يوما طيبا بالنسبة للصحف الإلكترونية الصادرة على شبكة الإنترنت عندما طرح فرع شركة «مرسيدس بنز» في الولايات المتحدة النسخة المعدلة من سياراتها طراز «إي ـ كلاس» هذا الصيف، حيث اشترت الشركة مساحات إعلانية في الصفحات الرئيسية من «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز»، ودفعت هذه المواقع على شبكة الإنترنت لعرض إعلانات ثلاثية الأبعاد لحسابها، بتكلفة قدرت بـ100000 دولار للموقع الواحد. إلا أن الأيام التي تلت ذلك لم تكن بالسارة، فرغم سعادة «مرسيدس بنز» بأداء مواقع الصحف على شبكة الإنترنت، فإنها عمدت إلى تحويل أموالها باتجاه إعلانات أرخص وأكثر دقة في استهدافها عبر شبكات تجمع مساحات إعلانية تخص الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت.

وعندما تقدم الشركة على الإعلان عن طرزها الرئيسية العام القادم، ستعمل على تجنب مواقع الإنترنت الخاصة بالصحف والاعتماد على شبكات. وبررت بيث لانغ، الخبيرة بشؤون الإعلام الرقمي لدى فرع الشركة بالولايات المتحدة، ذلك بقولها إن هذا الإجراء يسمح لـ«مرسيدس بنز» بالتمتع بقدرة استهداف كبيرة وفاعلية مقابل الأموال التي ندفعها. ويفسر هذا الأمر السر وراء عجز مواقع الصحف على شبكة الإنترنت عن التمسك بعائدات الإعلانات، حتى في الوقت الذي تتنامى فيه الإعلانات على الشبكة. الملاحظ أن مواقع الصحف على شبكة الإنترنت يجري استغلالها في مناسبات خاصة، بينما تحظى المواقع الأخرى باستخدام يومي أكبر بكثير. أما الجهات المستفيدة من هذا الوضع فهي الشبكات مثل «Advertising.com» من «إيه أو إل» و«DoubleClick Ad Exchange» من «غوغل»، اللتين تهيمنان على عمليات شراء وبيع المساحات الإضافية.

داخل مواقع شبكة الإنترنت غير التابعة للصحف، مثل «ياهو» و«غوغل»، يبدو أن عائدات الإعلانات ـ وهي الإعلانات المعتمدة على الصور على صفحات المواقع ـ تستعيد مستوياتها السابقة، حيث كشفت الأرقام ارتفاع عائدات الإعلانات على مواقع الشبكة التابعة لـ«ياهو» بنسبة 2 في المائة خلال الربع الثالث من العام، رغم أنها جاءت أقل مما كانت عليه منذ عام مضى. في المقابل، زادت عائدات الإعلانات في «غوغل» عما كانت عليه منذ عام.

بصورة عامة، تعد شبكة الإنترنت الوسيط الإعلاني الوحيد المتوقع تحقيقه نموا هذا العام داخل الولايات المتحدة، حيث تشير التوقعات إلى إحرازه نموا بنسبة 9.2 في المائة، ليصل إلى 54.1 مليار دولار، طبقا لأرقام صادرة هذا الشهر عن «زينيث أوبتيميديا»، وهي شركة خدمات إعلامية.

وعلى ما يبدو لا يمتد هذا النشاط إلى مواقع الصحف على شبكة الإنترنت، حيث أعلنت شركة «نيويورك تايمز» تراجع عائداتها من الإعلانات بمواقع صحيفتها على الشبكة بنسبة 18.5 في المائة خلال هذا الربع مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي.

وبالمثل تراجعت عائدات الإعلانات في مواقع الصحف التابعة لشركة «غانيت» الإعلامية على شبكة الإنترنت. أما شركة «مكلاتشي» فكانت استثناء، حيث ارتفعت عائدات الإعلانات على شبكة الإنترنت لديها بنسبة 3.1 في المائة عن عام مضى، وإن كانت وتيرة النمو تباطأت. (ولم تعلن شركات الصحف الكبرى الأخرى بعدُ عن عائداتها عن آخر ربع من العام).

ويحمل هذا التوجه مؤشرات خطيرة للمسؤولين التنفيذيين بالصحف الذين راودهم الأمل في فترة من الفترات في أن تتمكن عائدات الإعلانات عبر شبكة الإنترنت من تعويض الانحسار في عائدات نظيرتها بالصحف المطبوعة.

من ناحيتها، قالت دينيس وارن، المسؤولة الأولى عن شؤون الإعلانات داخل «نيويورك تايمز ميديا غروب»، إن السبب الأكبر وراء تراجع عائدات الإعلانات على موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت يكمن في اختفاء الإعلانات المبوبة. ورغم رفضها الكشف عن أرقام محددة حول الربع الثالث تكشف مستوى أداء الإعلانات، فإنها قالت: «يمر الأداء حاليا بمرحلة إيجابية». وأردفت أن الموقع فاق في أدائه سوق الإعلانات العامة.

في الوقت الذي جاء جزء كبير من عائدات الإعلانات الخاصة بـ«نيويورك تايمز» عبر موقعها على شبكة الإنترنت من حملات كبرى، «لا تزال نسبة كبيرة من نشاطنا التجاري تعتمد على الإعلانات عبر الموقع» (في إشارة إلى الإعلانات التي تظهر بأي مكان على الموقع، وليس أكثر الأجزاء التي تحظى بنسبة مشاهدة ضخمة).

في الوقت الذي تراجعت عائدات الإعلانات المبوبة في «مكلاتشي» أيضا، ارتفعت عائدات الإعلانات عبر الإنترنت، حيث ارتفعت إعلانات التجزئة بنسبة 58 في المائة، إلى 17.7 مليون دولار، وارتفعت الإعلانات الوطنية من جهات تسويق مثل «ستيبلز» و«وول مارت» بنسبة 36 في المائة، إلى 5.4 مليون دولار. من جهته أوعز كريستيان إيه هندريكس، نائب رئيس شؤون الإعلام التفاعلي لدى «مكلاتشي»، الزيادة إلى تركيز الشركة على الإعلانات على شبكة الإنترنت فقط وبيعها إعلانات محلية، بدلا من الحملات الإعلانية الوطنية الكبرى.

وقال هندريكس: «هناك الكثير من المخزون»، أو أماكن لوضع الإعلانات بها، «على المستوى الوطني، وعليه هناك عدد أقل من الجهات الإعلانية مقارنة بالسوق المحلية».

من جهته قال كريس ساريداكيس، نائب رئيس ومسؤول الشؤون الرقمية لدى «غانيت»، التي تملك مواقع مثل «USAToday.com»، إن الإعلانات المبوبة كانت ضعيفة، لكن الإعلانات المصورة شهدت ارتفاعا خلال الربع الأخير من العام.

ويتمثل أحد الأسباب وراء عدم استعادة مواقع الصحف على شبكة الإنترنت نشاطها بذات الدرجة مثلما الحال مع باقي مواقع الشبكة العنكبوتية في السعر، ذلك أنه في أعقاب شن الجهات الإعلانية حملاتها عبر مواقع إخبارية، بات بمقدورهم اتباع ذلك بإعلانات أرخص تكلفة عبر مختلف أرجاء الشبكة. وقال ساريداكيس: «تنجذب أعداد كبيرة من الجماهير إلى العلامات التجارية الوطنية، ويمكن ضمان ذلك عبر شراء (يو إس إيه توداي) أو (ذي تايمز) أو إصدارات أخرى. ثم القيام بعمليات شراء ثانوية منخفضة الكلفة بالنسبة لكل ألف مرة في الشبكات الإعلانية».

الملاحظ أن الإعلانات المصورة التي تتراوح تكلفتها بين 10 دولارات و20 دولارا لكل ألف مرة في موقع مثل «USAToday.com» يمكن أن تتراجع تكلفتها إلى نحو النصف عندما يجري شراؤها عبر شبكة إعلانية من مواقع مشابهة. وقال: «إنهم يحاولون بصورة رئيسية اجتذاب ذات الجمهور بثلث السعر».

وبالنظر إلى أن المواقع رفيعة المستوى ليس بمقدورها بيع جميع المساحات الإعلانية لديها في وقت واحد على الفور، وعليه تسلم المساحات الإضافية لديها إلى الشبكات، فإن «الشبكات تعد سبيلا جيدا للوصول إلى هذه المساحات».

إلا أنه أضاف أنه عندما يزداد الإنفاق بمجال التسويق وتصبح المساحات الإضافية نادرة، سترتفع أسعار الإعلانات على الشبكات، حسب وجهة نظره. وأردف موضحا أنه يتوقع إقدام الجهات الإعلانية عند هذه النقطة على العودة إلى المواقع رفيعة المستوى على الشبكة العنكبوتية، نظرا لأن الاختلاف في الأسعار لن يكون بنفس الدرجة من الوضوح.

بيد أن السعر ليس نقطة الجذب الوحيدة في الشبكات، ذلك أنها تركز أيضا على الجمهور الذي يشاهد الإعلانات. على سبيل المثال، تنوي «مرسيدس بنز» توجيه إعلاناتها عن الطرز الرئيسية من سياراتها العام المقبل إلى الأفراد ممن يحظون بدخل أسري يتجاوز 75000 دولار أو من أوشكت عقود إيجارهم على الانتهاء، وهو جمهور أضيق نطاقا بكثير عن أولئك الذين يقبلون على موقع «واشنطن بوست»، على سبيل المثال، على الإنترنت.

من ناحية أخرى، خلصت بعض الأبحاث إلى أنه ما دام إعلان ما يبدو جيدا فإن الموقع الذي يستضيفه لا يشكل أهمية كبيرة، بغض النظر عما إذا كان رائعا أو متدني المستوى.

في هذا الإطار قال كين مالون، من شركة «ديناميك لوجيك» للأبحاث: «العامل الأكبر على الإطلاق في إحراز النجاح يكمن في مستوى جودة الإعلان. بوجه عام، لا نرى اختلافات كبيرة تتعلق بالمواقع (التي تطرح عليها الإعلانات)».

الملاحظ أن جهات شراء الإعلانات غير مقتنعة أيضا بقوة تأثير المواقع رفيعة المستوى. وعلق آدام كاسبر، مدير الشؤون الإعلامية الرقمية بشركة «هافاز ديجيتالز ميديا كونتاكتس»، على ذلك بقوله: «سيميلون للإقبال على مواقع أرخص تكلفة». وأضاف أن مواقع الصحف على شبكة الإنترنت ستعمل جيدا «عندما يتعلق الأمر بطرح منتج جديد في الأسواق والأحداث الإعلانية الكبرى، لكن تكاليف هذه الإعلانات أعلى».

على الجانب الآخر عمدت جهات نشر الصحف، التي تناضل من أجل الإبقاء على مصادر دخلها، إلى السعي لخلق أنماط جديدة من الإعلانات، مثل تلك التي تتمدد ثم تنكمش، التي ترى الجهات الإعلانية أنها ليست بالضرورة السبيل للمضي قدما. هذا الصيف أقر «اتحاد الناشرين على شبكة الإنترنت»، الذي تنتمي إليه غالبية مواقع الصحف الكبرى، ثلاثة أنماط جديدة من الإعلانات يمكن لأعضائها الشروع في بيعها، مثل: أحدها يتحرك لأسفل مع استخدام الزائر للفأرة، وآخر ينتشر عبر الصفحة لبضع ثوان. وترمي الأنماط الجديدة إلى تمييز المواقع الأعضاء عن الشبكات، حسبما أوضح بام هوران، رئيس الاتحاد.

حتى الآن، يطرح موقع واحد فقط ـ «NYTimes.com» ـ الأنماط الثلاثة الخاصة الجديدة. وأعربت وارن عن سعادتها البالغة بعائدات الإعلانات، وإن رفضت الإفصاح عن أرقام محددة.

إلا أن هذا التميز سرعان ما تلاشى، حيث عمدت الشبكات على الفور إلى محاكاة الأنماط الخاصة الجديدة من الإعلانات. ولم تبدِ الجهات الإعلانية حماسا حيال الأنماط الجديدة الأكثر تعقيدا. في هذا الصدد، قالت كاثرين كويغيل، من «بريماري إمباكت»، شركة استشارية بمجال الإعلام الرقمي، إن الصناعة تحاول الاستقرار على حد أدنى فيما يخص أحجام الإعلانات.

من جانبه أشار كاسبر إلى أنه بغض النظر عما يفعله الناشرون فإنهم يواجهون مشكلة ما دامت الشبكات الإعلانية مستمرة في بيع مساحات إعلانية بأسعار منخفضة. وقال: «الكثير من الجهات الإعلانية تتحرك باتجاه الشراء بأسلوب يشبه المزادات»، مشددا على أن ذلك يعني أن السوق هي القوة المحركة وراء هذا الوضع. وأضاف: «هناك أمور يمكن للناشرين القيام بها لوقف هذا التيار، لكن لا أعتقد أن لهم كامل السيطرة على الوضع».

* خدمة «نيويورك تايمز»

Tuesday, October 13, 2009

إعلانات «غوغل».. ترفع جودة المواقع العربية

أدوات مرنة وحملات إعلانية تساعد الشركات الصغيرة على الوصول إلى المستهلك

الرياض: خلدون غسان سعيد - منقول عن الشرق الاوسط
تغيرت مفاهيم الأعمال بعد انتشار الإنترنت، حيث أصبحت الشبكة الدولية للمعلومات امتدادا للخدمات التي تقدمها الشركات، وأصبحت ضرورية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة. ولكن إخبار المستخدمين عن هذه الخدمات هو أمر ليس بالسهل عند استخدام وسائل الإعلان الكلاسيكية المطبوعة أو عبر التلفزيون والراديو، وهي مكلفة للغاية. وبسبب ذلك، فقد نشأت خدمات متخصصة للإعلان الرقمي، منها إعلانات «غوغل» التي تصل المعلن بالمستخدم في البلد الذي يريده المعلن عند بحثه عن جملة مرتبطة بالإعلان في موقع «غوغل»، وإعلانات أخرى توضع في مواقع ذات محتوى وخدمات مرتبطة بالخدمات التي تقدمها الشركة المعلنة.

* نظرة «غوغل»

* وقابلت «الشرق الأوسط» عبر الهاتف وائل غنيم، مدير تسويق المنتجات الإقليمية في «غوغل»، الذي تحدث عن أن دراسات الشركة تشير إلى أن قطاع الأعمال يستخدم إعلانات «غوغل» بشكل متزايد، خاصة الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. وأضاف أن إعلانات «غوغل» مهمة لهذا القطاع، نظرا لأنها تقدم الوسيلة المباشرة للوصول إلى المستهلك. وترى «غوغل» أن التسويق عبر الإنترنت هو امتداد للأعمال من العالم الحقيقي إلى الافتراضي، الأمر الذي يرفع جودة الخدمات العربية التي تقدمها الشركات عبر الإنترنت، وبالتالي فإن المستهلك سيستفيد، حيث سيستطيع معرفة أسعار المنتجات المتشابهة التي تقدمها الشركات المختلفة، ومقارنة المواصفات والأسعار، واختيار الأنسب له.

وكمالك عمل خاص، فإنك تريد أن توجد في المكان الصحيح. وتقدم الإنترنت ونظام إعلانات «غوغل» وسيلة تناسب هذا المطلب، حيث إن برامج إعلانات «غوغل» تحتوي على خوارزميات (الخوارزمية هي فكرة وآلية عمل برنامج كومبيوتري) معقدة، تمسح المواقع لدراستها ومعرفة فئة المحتوى الموجودة فيها باستخدام كلمات رئيسية، وتربط الإعلان بالموقع الأنسب له. ويمكن اعتبار أن دور «غوغل» هو الوسيط الذي يربط بين هذه الأطراف، حيث إن عرض إعلان لآلات الخياطة سيكون ذا قيمة أكبر في موقع يبيع الأقمشة أو آلات كهربائية متنوعة، عوضا عن وضعه في موقع يعرض نتائج مباريات كرة المضرب، مثلا، الأمر الذي سيفيد صاحب العمل، وصاحب الموقع، والمستهلك في الوقت نفسه.

وتقدم «غوغل» آليات مختلفة لعرض الإعلانات؛ الأولى هي «آد ووردس» Adwords (http://adwords.google.com) التي تعرض الإعلان مباشرة عند البحث عن كلمة ما في محرك البحث الخاص بالشركة، لتظهر النتائج مباشرة في القمة وملونة بلون مختلف عن غيرها، ليعثر الباحث على النتيجة التي يريدها فورا، ويعثر صاحب العمل عن الزبون الذي يبحث عن منتجه بسرعة.

* خدمة عربية

* الخدمة هذه متوفرة في المنطقة العربية، ويستخدمها كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وحتى المؤسسات الضخمة. وكمثال على ذلك، يمكن لصاحب فندق صغير في مدينة الرياض أن يقدم رابطا يأخذ من يبحث عن فنادق في السعودية أو في مدينة الرياض إلى موقعه مباشرة، ولكن هذا الإعلان لن يظهر لمن يبحث عن الفنادق في مصر أو في مدينة باريس. ويمكن للمعلن أن يختار أي حجم للميزانية التي يريدها لإعلانه، مثل 10 دولارات في الشهر، أو 200 دولار، أو أي رقم يناسبه، حيث لن تأخذ «غوغل» مالا إلا بعد نقر المستخدم على الإعلان. وتجدر الإشارة إلى أن المعلن هو من يختار القيمة التي سيدفعها للشركة في حال النقر على إعلانه، ويرتب نظام «غوغل» أولوية الإعلان وفقا لعوامل كثيرة، منها تكلفة النقر.

الآلية الثانية التي توفرها الشركة هي إعلانات «آد سينس» Adsense (https://www.google.com/adsense)، التي تعرض الإعلانات في مواقع ذات محتوى مرتبط به، حيث يدفع المعلن للشركة مبلغا معينا، ويسمح صاحب الموقع لـ«غوغل» باستخدام مساحة في موقعه لقاء أجور عند ضغط المستخدم على الإعلان، أو عند عرضه على الصفحة. وتتولى أجهزة مركزية مسؤولية تغيير الإعلان نفسه وفقا للميزانية الموضوعة له، وشدة ارتباط محتوى الموقع بالإعلان، ومن دون أي تدخل يدوي على الإطلاق. ويمكن لصاحب الموقع اختيار شكل الإعلان ولونه ليلائم تصميم الموقع، وأدوات هذه الخدمة سهلة الاستخدام. وتربط هذه الخدمة المعلنين بالمواقع، وتغير «غوغل» الإعلانات حسب درجة شهرة الموقع، الأمر الذي سيريح صاحب الموقع من عناء مجاراة المعلنين ومتابعتهم، حيث يمكنه التركيز على تطوير محتوى موقعه فقط.

وقابلت «الشرق الأوسط» مازن صباغ، مدير حساب «آد ووردس»، حيث أفاد بأن هذا النوع من الإعلانات سيعود بأفضل نسبة ربح ممكنة لقطاع الأعمال، وسيرفع من جودة الخدمات التي تقدمها المواقع، حيث إن المنافسة لن تكون سهلة، وستعتمد النتيجة النهائية على جودة المحتوى والخدمات المقدمة، وسيستفيد المستهلك بعدم تعرضه لوابل من الإعلانات غير المرتبطة باهتمامه أثناء البحث، بل ستشد انتباهه تلك الإعلانات المرتبطة التي ستظهر فور البحث عن موضوع ما.

ويضيف مازن صباغ أن «آد سينس» ستسهم أيضا في رفع جودة محتوى المواقع العربية، حيث إن صاحب الموقع سيرى نتائج مالية مجزية جراء تقديم محتوى ذي جودة مرتفعة، نظرا لأن الإعلانات المرتبطة ستظهر بشكل أفضل في موقعه مقارنة بالمواقع التي لا تحدث محتواها بشكل دائم، أو تلك التي تعتبر منخفضة الجودة. ويمكن للمعلن أن يضع إعلانات نصية، أو عروض فيديو، أو صورا، أو في أي شكل آخر.

* أدوات مرنة

* هذا، وتقدم الشركة مجموعة من الأدوات المجانية المتطورة التي تعرض للمعلن معلومات قيمة عن وضع حملته الإعلانية، ومرونة كبيرة في تعديل الحملة نفسها في أي وقت يريده المستخدم، وهي سهلة الاستخدام ولا تتطلب معرفة تقنية. ويمكن لهذه الأدوات إرسال بريد إلكتروني دوري حسب اختيار المستخدم، يحتوي على المعلومات التي تهمه. ويمكن للمعلن اختيار ظهور إعلانه عند البحث عبر الهواتف الجوالة، ولكن هذه الخدمة اختيارية. ويمكن بواسطة هذه الأدوات معرفة أي المواقع لا تجذب انتباه المستخدمين، وأيها يجلب للمعلن زبائن أكثر. ويمكن أيضا توجيه الإعلان نحو مناطق جغرافية محددة، مثل مدينة المستخدم، أو البلدان المجاورة لبلده، أو تلك الموجودة في قارته، أو أي تخصيص آخر حسب الرغبة.

وتجدر الإشارة إلى أن «ياهو» و«غوغل» كانتا قد اتفقتا في شهر يونيو (حزيران) الماضي على دخولهما في شراكة غير حصرية للإعلانات عبر الإنترنت، وسيبدأ تنفيذ الاتفاق في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث تسمح الاتفاقية لـ«ياهو» بأن تبث إعلانات «غوغل» على محركاتها للبحث، وبعض مواقعها على الإنترنت في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. هذا، ولم تنجح محاولات شركة «مايكروسوفت» في إبرام صفقة اندماج بينها وبين «ياهو»، التي بلغت قيمتها 47.5 مليار دولار أوائل شهر مايو (أيار) الماضي، بسبب رفض إدارة «ياهو» العرض باعتباره أقل من القيمة الحقيقية للشركة.

* شركات عربية

* ومن الشركات العربية التي تستخدم إعلانات «غوغل» شركة «الميل الأزرق» Blumeel (http://www.bluemeel.com) المتخصصة في استضافة وتطوير المواقع في السعودية، التي تستخدم إعلانات «غوغل» و«آد ووردس» و«آد سينس» منذ 2003. وتحدثت «الشرق الأوسط» مع مالك الشركة محمد فارس، الذي يعتبر إعلانات «غوغل» أداة ممتازة، وأن مردودها أفضل مقارنة بالإعلانات الكلاسيكية المطبوعة، وأن خدمة الإعلانات المقدمة ممتازة. وشهدت شركة «بلوميل» عدد زيارات أكبر لموقعها بعد استخدام إعلانات «غوغل»، وأكد أنه لم يتصل مع قسم الدعم الفني لـ«غوغل» إلا مرة واحدة في 6 سنوات، وذلك لأسباب تقنية استثنائية، الأمر الذي يؤكد جودة الخدمة المقدمة. وأضاف أن شكل وترتيب الصفحة الأولى التي يصلها المستخدم بعد الضغط على الإعلان (اسم هذه الصفحة في عالم الإعلانات هو «لاندنغ بيج» Landing Page) هو أمر في غاية الأهمية، إذ من الممكن أن تقنع المتصفح أن يستمر في تصفح الموقع والاشتراك في خدماته أو شراء منتجاته، أو الابتعاد عنه فورا. ونبه إلى أنه لا يكفي للشركة أن تبدأ حملتها من دون اتخاذ قرارات تسويقية ذكية في تفاصيل تلك الحملة، حيث يمكن لشركتين أن تختارا قيمة معينة لكل ضغطة على إعلانها لقاء المبلغ نفسه، إلا أن شركة ما قد تحصل على زوار أكثر من غيرها، نظرا لاختيارها كلمات ارتباطية وتعرفها على نمطية بحث المتصفحين في البلدان المختلفة بشكل أفضل من الشركة الثانية. وينصح بقراءة المعلومات وطرق الاستخدام التي تقدمها هذه الخدمات قبل استخدامها، وذلك للتعرف عليها بشكل صحيح. وأضاف أيضا أن «غوغل» تقدم شهادات لبعض الشركات تؤكد أن مستخدمي خدماتها مؤهلون لإدارة حملات إعلامية لغيرهم، الأمر الذي تقدمه «بلوميل» لعملائها عبر موقع «مربع الأعمال» (http://a3mal.murabba.com/?p=10). وتحدثت «الشرق الأوسط» أيضا إلى توني عاصي، الشريك الإداري لشركة «موزاييك ماربل» Mosaic Marble (http://www.mosaicmarble.com) المتخصصة في تصميم ديكورات الفسيفساء في لبنان، وقال إن شركته تستخدم إعلانات «آد ووردس» منذ عام 2003، وأن استخدام هذا الوسط الإعلاني سهل جدا، والتقارير التي تقدمها الخدمة وافية للغاية، وأن «غوغل» قد ساعدت شركته بشكل كبير على رفع كفاءة الإعلانات، وأن واجهة استخدامها سلسة، على خلاف بعض شركات الإعلانات الكبيرة الأخرى التي لا تقدم المعلومات التي يبحث عنها المستخدم. وأضاف أن شركته نمت بفضل إعلانات «غوغل»، بل واستطاعت إنشاء فروع لها في بلدان مختلفة، وتشغيل تلك الفروع عبر إعلانات «غوغل» التي تسهل تحديد البلدان التي ستظهر فيها الإعلانات، واستطاعت الشركة تحقيق مبيعات تجاوزت مليون دولار أميركي. ولكن «توني» علق بأن تكلفة الضغط على الإعلان في ارتفاع متزايد، حيث كانت نحو 20 سنتا قبل عامين فقط، لتصبح 10 دولارات حاليا، الأمر الذي يفرض ثقلا على قطاع الأعمال في الظروف الاقتصادية الراهنة.

وتستخدم شركة «عزة فهمي» (http://www.azzafahmy.com) لصناعة المجوهرات في مصر خدمات إعلانات «غوغل»، وتحدثت «الشرق الأوسط» مع حسين الشيخ، الشريك الإداري لشركة «بروسيد» الاستشارية التي تقدم خدماتها لشركة «عزة فهمي»، وقال إن قطاع الأعمال في العالم العربي يتجه نحو العالم الرقمي، وإن الأزمة المالية الراهنة تجبر الشركات على رفع عائد مصروفاتها، وإن إعلانات «غوغل» تصل الشركات بالمستهلك مباشرة. وأضاف أن طبيعة عمل شركة «عزة فهمي» تتطلب استراتيجيات تختلف عن قطاعات الأعمال الأخرى، حيث إنها تستهدف المستهلك الذي يبحث عن الرفاهية، الأمر الذي يتطلب فكرا إعلانيا يختلف عن غيره. وساعدت إعلانات «غوغل» على توجيه إعلانات الشركة إلى المتصفحين الذين تستهدفهم الشركة في بلدان مختلفة، وبسهولة كبيرة، وكانت نتائج الحملات الإعلانية مرضية للشركة، والتقارير المقدمة وافية.

هذا، ويستخدم فندق ومتجر «كيمبينسكي» Kempinski (http://www.kempinski.com) في دبي في الإمارات العربية المتحدة إعلانات «غوغل» لرفع نسبة الحجوزات فيه. وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بـ«سيباستيان شفيته»، مدير التسويق والمبيعات الإقليمي في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولكن تعذر إجراء الحوار نظرا لضيق وقته.