ICT ISSUES FOR ARABS & PALESTINIANS

Monday, December 21, 2009

العمل من المنزل ليس تجربة عادية.. لا سيما لمن تعود الذهاب يوميا إلى مكتبه


بيروت: سناء الجاك
عندما يسألك أحدهم عن عنوان مكتبك وتجيبه أنك تعمل من البيت، يعتبرك محظوظا لأنك تستطيع أن تتحكم بوقتك وتؤدي مهمتك ولديك استقلاليتك بعيدا عن الروتين وتوتر الأعصاب جراء زحمة السير أو تحمّل أجواء المكتب الضاغطة.

الأمر صحيح في بعض جوانبه، فكل وضع له إيجابياته وسلبياته. لكن العمل من المنزل ليس تجربة عادية، لا سيما لمن تعود الذهاب يوميا إلى مكتبه، ما يحضرّه نفسيا على اعتبار أنه موظف وبدوام محدد، وبالتالي إنتاجيته المهنية تكون ضمن هذا الدوام ووفق متطلبات الالتزام التي تفرضها عليه مهنته.

وبالتالي فإن من يجد نفسه مضطرا إلى اعتبار المنزل مكان عمل يحتاج إلى فترة ليتأقلم. قد يبذل جهده لمباشرة يومه كأي موظف آخر، لكن أفكاره تتشتت لأتفه الأسباب. قرع جرس الباب مثلا، أو رنين الهاتف أو دخول الأولاد من المدرسة، أو حتى صراخ الجيران ورائحة الطعام من مطابخهم عند الغداء. هذه التفاصيل تكون غائبة عن البال، لكنها تتضخم وتصبح سببا للتوتر عندما تفرض الظروف هذا الأمر الواقع، كما هو الحال مع رندة التي تعمل في مجال مراقبة الجودة للشركات. فهي منذ أن تركت المؤسسة التي تعمل فيها بعد إقفالها، وبدأت عملا لحسابها وتمكنت من الحصول على بعض العقود، تجد صعوبة في إجراء مخابرة مهنية. تقول: «إذا اتصل بي مسؤول في شركة وبدأنا النقاش، تتشتت أفكاري إذا صدر عن أولادي أي صوت عالٍ أو إذا دخل أحدهم الغرفة حيث أكون. وبدأ يحدث ضجيجا أو يسألني ببراءة عن شيء ما، فأرتبك وأحاول إبعاده عني بحركة من يدي، وبمعزل عما إذا كان محدثي قد انتبه إلى ارتباكي، إلا أن هذا الوضع يؤثر على النقاش وغالبا ما أطلب منه تكرار ما قاله لأفهم ماذا يريد».

لكن الأمر يختلف من مهنة إلى أخرى، لذا لا يصح التعميم. فمن يعمل في مجال تقني بحت، لا يستوجب التعامل المستمر مع الآخرين قد يريحه البقاء في المنزل، تحديدا إذا كانت «عدة الشغل» متوفرة بين يديه. فهو يستطيع بشكل أو بآخر العمل مرتاحا. الكتاب والباحثون ربما يجدون راحة في العمل من المنزل أكثر من المكتب، حيث يصعب التركيز وضبط الزملاء على إيقاع الأفكار وطقوس الكتابة. ويقول أحدهم إنه «لا يستطيع الكتابة إلا في الصباح الباكر، لذا يستيقظ عند الخامسة صباحا ويجلس إلى مكتبه الصغير ويعمل لمدة ثلاث ساعات من دون توقف. بعد ذلك يقوم إلى الدنيا خارج البيت».

في مهنة الإعلام مثلا، حيث يشكل الآخرون مصدرا للمعلومات، قد يبدو مزعجا العمل من المنزل، على أهمية الإنترنت وما تضخه المواقع من معلومات على مدار الساعة، أو رصد المحطات الإخبارية التي لا تغفل عن أي حدث أو حادث، إلا أن التداول في مواضيع الكتابة هو ما يغني ويفتح الآفاق. بالتالي هناك جو عام يفرض نفسه. تقول إحدى الصحافيات التي بدأت العمل من المنزل: «الأمر ليس بالسهولة التي كنت أتخيلها. فقد اكتشفت أن وطأة العمل من البيت ثقيلة. كل الأسباب صالحة لإضاعة الوقت. الدخول إلى المطبخ لتناول كوب ماء، قد يطول لغسل بعض الصحون. والالتفات إلى محيط الغرفة قد يدفعني إلى ترتيب محتوياتها. والأهم أن البقاء بمفردي في البيت يشعرني أني معزولة وكأن حركة الحياة اليومية تدور في مكان آخر بعيد. فلا تبادل للأفكار والمقترحات مع الزملاء ولا تفاعل ولا تنسيق بشأن الأولويات. وأحيانا تعمّ الفوضى، فتتوقف خطوط الهاتف أو تنقطع الكهرباء ويصبح مستحيلا إنجاز العمل وإرساله بالبريد الإلكتروني. أما الأمر الغريب الذي لم يكن يخطر ببالي فهو الاتصال بوزير أو نائب لاستيضاح مسألة ما وأنا بثياب المنزل، لذا صرت أحرص عندما أباشر عملي على ارتداء ثياب الخروج. حينها أشعر بالجدية وأنطلق في العمل بصورة أفضل. كذلك لا يمكن ضبط البريد أو معرفة المعلومات التي تصل غالبا إلى المكتب لأنه المكان المتعارف عليه للعمل، فالمؤسسات أو المسؤولون الذين يريدون إبلاغ مكتب صحيفة بأمر ما لا يستسيغون التعامل مع الصحافي كفرد خارج إطار مؤسسته».

الأمر لا يقتصر على مهنة الإعلام التي تحتاج أكبر نسبة من التفاعل مع كل ما يحصل. تجربة ليلى التي تعمل في تنظيم الأفراح تصب في المنحى ذاته. فقد تحوّل بيتها ورشة قائمة وبات يصعب ترتيبه، رغم أنها تضع كل ما يتعلق بالعمل في غرفة واحدة. صحيح أنها لا تدعو زبائنها إليها وإنما تذهب إليهم حاملة «مكتبها» بيدها، عبر جهاز الكومبيوتر أو الأكياس التي تضع فيها قصاصات القماش أو نماذج الزهور. وهي لا تنكر إيجابيات الأمر لجهة توفير إيجار المكتب أو لجهة الاهتمام بعائلتها. لكنها لا تعمل بمقدار ما يعمل الآخرون انطلاقا من مكاتبهم، حيث يمكنهم استقبال أكثر من زبون في الوقت عينه، وحيث يمكنهم عرض كل ما لديهم ليختار الزبون ما يناسبه. تقول: «أحيانا تضيع إنتاجيتي على الطريق. وأحيانا أخرى أشعر أن الزبون مستخف بي لأني أعمل من المنزل وليس من مؤسسة، بالتالي يتشاطر في السعر وأضطر إلى القبول على أمل أن يروِّج حفل الزفاف الناجح عملي فأحصل على مزيد من الزبائن».

لكن العمل من المنزل في عالم اليوم يشهد المزيد من الإقبال. وبقليل من التنظيم يمكن الاستفادة من المزايا الرئيسية لهذا الأمر. البعض يرى في الأمر توفيرا لكثير من المصاريف التي يفرضها الخروج يوميا إلى العمل. والأمهات العاملات يمكنهن الاهتمام بأولادهن ومتابعتهم عن كثب. سوسن التي اختبرت الأمر لفترة طويلة واكتشفت أن وضع الشروط هو المهم، تقول: «أكبر التحديات التي تواجه من يعمل من المنزل أن أفراد الأسرة يعتبرونه متفرغا، إذا قرعوا بابه من دون موعد. لذا اخترت مكتبي في غرفة بعيدة عن المدخل الرئيسي للبيت. فتخصيص غرفة مستقلة يمكن غلقها وفصلها عن باقي المنزل أمر ضروري وأساسي. وتعودت تجاهل رنين الهاتف العائلي إذا لم يكن الأمر متعلقا بالعمل. وأعطيت توجيهاتي للعاملة في منزلي بعدم فتح الباب عندما أكون في المكتب. وبذلك وضعت حدا لزيارات الأهل والأصدقاء قدر الإمكان». وتضيف: «أكثر من ذلك. نظمت وقتي بحيث تمكنت من تحديد أوقات العمل وأوقات الراحة. فأنا أعطي إجازة لنفسي عندما يجب ذلك. كما حرصت على تجهيز غرفة العمل بمكتب ومقعد مريح وصحي. حتى أتجنب آلام الرقبة والظهر جراء الجلوس فترة طويلة، ووضعت خط هاتف مستقل حتى لا يختلط الشخصي بالعملي». والأهم أنها لا تعمل فقط عندما يجب. لكنها حددت لنفسها ساعات عمل ثابتة. تقول: «من يقوم بعمله من المنزل يجب أن يلتزم بدوام أكثر ممن يقوم بعمله من المكتب. وإلا سيقع في الفوضى ويعجز عن إنجاز كل شيء في وقته».

Friday, December 11, 2009

مؤسسة عالمية تتوقع بلوغ الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في مصر 1.9 مليار دولار عام 2013

القاهرة: «الشرق الأوسط»
استثمارات جديدة تُخلق نتيجة لاتجاهات واستراتيجيات توضع، هذا هو الحال في مصر، حيث تُخلق الآن استثمارات جديدة لتقديم الخدمات الإلكترونية في إطار سعي الدول للتوسع في هذا مجال تكنولوجيا المعلومات.

وتوقعت مؤسسة أبحاث عالمية في تقرير حديث لها أن يرتفع الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في مصر إلى 1.9 مليار دولار بحلول عام 2013.

وأرجع التقرير الذي أعدته مؤسسة «بزنس مونيتور إنترناشيونال ـ بي إم آي» تحت عنوان «الربع الثالث لتكنولوجيا المعلومات مصر 2009»، توقعه إلى تزايد الاستثمار الأجنبي والإنفاق الحكومي على خدمات تكنولوجيا المعلومات لتعزيز النمو خلال الفترة القادمة.

الاتجاه لتقديم الخدمات الإلكترونية جاء لتوفير مجهود الفرد وزيادة إنتاجيته، وعلى سبيل المثال، يُقدر إجمالي الفواتير التي يسددها الأفراد فقط في مصر نحو 70 إلى 80 مليار جنيه مصري سنويا، ويتم سداد نحو 98 في المائة منها نقدا، مما أوجد حاجة إلى إيجاد وسيلة تكنولوجية لسداد الفواتير والاطلاع عليها إلكترونيا.

ونتيجة لذلك أنشئت أولى الشركات لتقديم خدمات الاطلاع على الفواتير وسدادها إلكترونيا في كل أنحاء الجمهورية، وتحمل الشركة الجديدة اسم «فوري»، وهي الشركة الوحيدة التي تقدم خدمة الاطلاع وسداد الفواتير إلكترونيا. يقول المسؤولون عنها إن إنشاءها جاء استجابة للطلب المتزايد من جانب الأفراد والمؤسسات بضرورة وجود وسيلة عصرية لسداد الفواتير في مقابل الطرق التقليدية الحالية.

وتمكّن «فوري» كل شخص من الاطلاع على كل فواتيره وسدادها بشكل آمن وسهل، عبر شبكة إلكترونية واحدة ومتكاملة ترتبط بقنوات الدفع الإلكتروني الحالية عبر البنوك، مثل أنظمة الخدمات المصرفية الإلكترونية، وماكينات الصراف الآلي (ATM)، والتليفونات الجوالة، ومراكز الاتصال التليفونية، ونظم الاستجابة الصوتية المتكاملة (IVR).

يقول أشرف صبري الرئيس التنفيذي لشركة «فوري» إن شركته تمكنت من التعاقد مع الكثير من البنوك لتقديم تلك الخدمة، مشيرا إلى أنه حاليا يستطيع العميل سداد الفواتير التي تصدرها شركات التليفون الجوال في مصر، وأضاف أن شركته تسعى خلال الربع الأول من العام الجاري إلى توسيع قاعدة عملائها من الشركات.

وقالت ماجدة حبيب، رئيس القطاع التجاري لشركة «فوري»: «سنتعامل قريبا مع عدد كبير من الشركات والمؤسسات في مختلف مجالات الأعمال والخدمات، من النوادي الاجتماعية إلى المدارس وشركات المرافق مثل الكهرباء والماء والتأمين وغيرها، بما يضمن للملايين السهولة والخصوصية والأمان التام في سداد فواتيرهم، عبر شركتنا».

واعتمدت الشركة في عملها بالسوق المصرية على دراسة التي أجرتها شركة «إيبسوس العالمية لأبحاث السوق» (Ipsos Marketing Research) لصالحهم، وكشفت الدراسة أن 94.5 في المائة من المصريين ـ الذين شاركوا في الدراسة ـ يتطلعون إلى وجود جهة واحدة تقدم لهم خدمة الحصول على كافة فواتيرهم من كافة الشركات والهيئات، وأيضا القيام بسداد كل تلك الفواتير عبر نقطة موحدة، مقابل إيصالات استلام إزاء الفواتير التي قاموا بسدادها. كما توفر لهم أيضا مصدرا يمكن الرجوع إليه في أي وقت لمتابعة ما قاموا بسداده من فواتير على مدار العام أو حتى التعرف على قيمة الفواتير المتوقعة مستقبلا.

وكشفت الدراسة أن الغالبية (بنسبة 84 في المائة) يفضلون الاستعانة بشخص آخر لسداد فواتيرهم، خصوصا في مجالات التليفون الجوال أو الأرضي أو فواتير المرافق العامة كالمياه والكهرباء، وأيضا الإنترنت، وذلك لتجنب معاناة الزحام، وطول الطوابير لدى مراكز سداد الفواتير. وقد جاءت فواتير الكهرباء والمياه بمثابة الأكثر معاناة في السداد.